كتاب الجنون by Leonid Andreyev


كتاب الجنون
Title : كتاب الجنون
Author :
Rating :
ISBN : -
ISBN-10 : 9782843062438
Language : Arabic
Format Type : Paperback
Number of Pages : 324
Publication : First published January 1, 2015

أصدر الكاتب الروسي ليونيد أندرييف (1871 ـ 1919) مجموعته الأولى «قصص» عام 1901 في دار «زنانيِ» (المعرفة) التي كان يرأسها مكسيم غوركي (1868 ـ 1936). وقد أرسى هذا الحدث الأدبي شهرة أندرييف، وارتقى به إلى مصاف خيرة أقرانه من الكتّاب الروس يومذاك، أمثال إيفان بونِن (1870 ـ 1953) وألكساندر كوبرين (1870 ـ 1938). كما حظيت هذه المجموعة باستقبال دافئ ومرحِّب من قبل مشاهير عصره: ليف تولستوي (1828 ـ 1910)، وأنطون تشيخوف (1860 ـ 1904)، وزعيم الحركة الشعبية (نارودْنِكي) ن.ك. ميخايلوفسكي (1842 ـ 1904)… وحتى 1907 كان قد أعيد نشر هذه المجموعة القصصية اثنتَي عشرة مرّة، وبلغ عدد النسخ الإجمالي خمسين ألفاً، وهو رقم قياسي في ذلك الزمان. على أن تاريخ نشر أول قصة كتبها الطالب ليونيد أندرييف موقّعة بحرفين “ل. ب”يعود إلى عام 1892 ، أمّا تاريخه الفعلي كأديب فيبدأ من قصة “بَرْغَموت وغَراسْكا” التي نشرها عام 1898.


كتاب الجنون Reviews


  • Araz Goran


    فيلسوف التشاؤم .. الكاتب الروسي، الأديب المسني " ليونيد أندرييف " الذي كنت أجهله تماماً للأسف قبل قرائتي لهذا الكتاب، وهو إكتشاف أدبي عظيم وحافل بالجنون بالنسبة لي..


    حظي أدب أندرييف في حياته بكثير من الأهتمام والجدل في فترة حرجة من تاريخ روسيا حيث الثورات والصراعات الداخلية والحروب الكثيرة التي كانت تخوضها الإمبراطورية الروسية إنذاك..

    تلك الفترة الحساسة شحذت حساسية هذا الأديب الذي كان أشبه بالثائر والمتمرد والمتشائم والمتطرف في ذات الوقت ..

    لم يكن أندرييف يعيش حياة مستقرة تماماً ، لقد حاول الانتحار وهو مايزال في الحادية عشر من عمره ، إنتقل الى القراءة بعدها لكبار الكتاب الروس وتأثر تأثراً بالغاً بفلسفة كل من شوبنهاور و نيتشه..


    نأى بنفسه أن يكون صورة مطابقة للواقع التام رغم أن كتب عن المشاكل والأحداث التي كانت وقعت في زمانه، حيث كان يقول أنه يكتب من رأسه فقط، هكذا كان يقول عن نفسه ..






    هذا الكتاب يحتوي على أربع قصص كتبها أندرييف تحت سطوة الواقع وتحت ضربات الإحباط التي كان يعانيها من كل شئ إبتداءاً من حياته ومروراً بفشل الثورة ضد القيصر ثم الحرب الروسية اليابانية البشعة التي هُزم فيها الروس هزيمة نكراء، وتحولت ذكرى الحرب إلى تشاؤم وإحباط كبير لدى أندرييف الذي تحول من ثائر ضد القيصر وحكمه إلى ثائر ضد الحرب نفسها، وعانى خلال تلك الفترة معاناة شديدة كتب في إثرها أعظم قصصه وهي قصة (الضحك الأحمر) وهي مترجمة في هذا الكتاب..


    --------------------------------------------------------



    القصة الأولى : سبعة شُنقوا..

    هذه القصة تحكي عن فترة الثورة الروسية في نهاية القرن التاسع عشر حيث بلغ إضطهاد القصير أشده وصارت الدولة أشبه بعصابة إرهابية تقتل وتعدم كل معارضيها .. كان أندرييف وقتها أشد الناقميين على الدولة وحكمها، كتب هذه القصة عن الأحكام المجانية التي كانت تصدر تباعاً ضد مؤيدي الثورة وقتها ..
    نرى في هذه القصة محاولة إغتيال شارك فيها خمسة شبان أحبطت محاولتهم تم الحكم عليهم بالاعدام فوراً، تحكي القصة هنا إحساس المحكومين بالأعدام بإسلوب نفسي رائع جداً تصور الجنون واليأس وأحياناً اللامبالاة تجاه حكم الإعدام..
    أيضاً يضاف الى قائمة المحكومين بالأعدام إثنين من المجرمين ونشاهد كل منهم لديه نفسية معينة ترى الموت بطريقة تختلف عن الآخر، البعض يحاول بالصبر والآخر اللامبالاة وأحياناً يكون الجنون هو المصير..
    قصة رائعة تأخذ جوانب كثيرة من حياة أولئك الأشخاص وتبرز عبقرية أندرييف هنا في ربط القصة بالواقع وأيضاً بخيال الكاتب نفسه وبراعته في التحليل النفسي الذكي فعلاً ..


    -----------------------------------------------------


    القصة الثانية : الضحك الأحمر..

    قصة الضحك الأحمر هي قصة الحرب نفسها هي قصة الجنون قصة الواقع والإحباط والتشاؤم، حيث الأمر يكون مألوفاً عندما تسمع بسقوط آلاف القتلى في معركة واحدة ويصبح الجحيم هو الواقع بحد ذاته..

    القصة تتألف من جزأيين، الجزء الأول يحكيه جندي إشترك في الحرب الروسية اليابانية حيث تتضح مأساة الحرب من قرب وجحيم المعارك والمآسي الشخصية ،الموت جوعاً، الأنتحار، البؤس كل ذلك يحدث بطريقة يحكيها الكاتب وكأنها قد أصيب بالجنون، ونلاحظ أن الكلمات مبعثرة والجمل مقطوعة والإشتياق للمنزل والأهل ضربٌ من العدم.. عند ذلك يكون الجنون أو الموت هو الطريقة الوحيدة للخلاص، الخلاص هنا يكون نوعاً آخر، خلاص أكثر جنوناً ورهبة بالنسبة لبطل القصة، لم أستطع حقيقة تقبل الأمر أنا نفسي..

    حسناً، الجزء الثاني من القصة يحكيها أخو البطل وهي عبارة عن سرد لذكريات أخيه بعد خروجه من الحرب وعودته المشؤومة من أرض المعركة الجنونية، يحكي عن المجتمع الذي ينتمي الحرب والأخبار التي تصل وتحمل نعي آلاف الجثث مرة واحدة، هكذا بكل بساطة خبر في الصحيفة يتحدث عن سقوط الآف.. تنتهي القصة بطريقة رمزية كابوسية مجنونة كالعادة تحمل الكثير من الإحباط والتشاؤم لدى أندرييف..

    كتب أندرييف هذه القصة في تسعة أيام فقط ولم يراجعها حتى، لم يستطع أن يكتب بعدها لشهور عديدة، توقف تماماً عن الكتابة خلال تلك الفترة، هذه القصة صدمته هو بذاته..


    -----------------------------------------------------


    القصة الثالثة : فكرة..


    القصة هذه هي عن الجنون نفسه، عن قدرة الأنسان أن يصنع من نفسه مجنوناً بطريقة إختيارية تؤدي به الى أعماق الجنون.. الرهان الذي إعتمد عليه بطل القصة هنا هو أن يحتمي بالجنون هو أن يمارس الجنون للخروج من مأزقه، حيث يحمل حقداً ونية حقيقية لقتل صديقه، يقوم بالقتل بالفعل ويدعي الجنون ثم يعترف.. ولكن هل هذا كل شئ!!!

    القصة يكتبها المجرم أو المجنون نفسه على عدة ورقات يناقش فيها جنونه وحياته ولماذا أقدم على القتل بطريقة وحشية ولماذا إدعى الجنون أصلاً، السؤال الأكبر في القصة، هل كان مجنوناً فعلاً قبل أن يدعي الجنون؟؟ هل الجنون هو الذي صنعه أم هو من صنع الجنون!!

    القصة مربكة متشعبة غامضة سوداوية بشكل فظيع تذكرك نوعاً ما بكافكا وعالمه وتشعر بأنه مكتوبة ليست كقصة بل واقع جنوني يفرض نفسه على الخيال ذاته


    --------------------------------------------------------


    القصة الرابعة : هذا ماكان..


    قصة رمزية تحكي عن ثورة قام بها شعبٌ عاش لمئات السنين تحت حكم دكتاتوري حيث كانت الحرية أشبه بحكايات العجائز، الحرية لم تكن معروفة أصلاً لأن الشعب كلهم كانواً عبيداً ويصرخون ليلاً نهاراً بنداء عاش ملك، قامت الثورة أخيراً في زمن الملك العشرين، القادم من سلالة الملوك، قامت الثورة ودخل الشعب الى قلعة الملك، بعضهم جن جنونه لم يصدق الحرية ومات من فوره، البعض الآخر إنتحر من ولم يصدق أيضاً سقوط الملك، البعض نادى عاش الملك الحادي والعشرون..

    أعدم الملك وفرح الناس. ورقصوا وهتفوا للحرية، الحرية التي لم يكونوا يعرفونها أصلاً.. بعضهم لم يتقبل سقوط الملك فراح يجري في حارات المدينة يهتف بحياة الملك.. هل تعرفون ماذا حدث؟؟ إمتلأت شوراع بالجثث، الانهار إمتلئت أيضاً، الحرية أصبحت حمراء وشبح الوهم والضياع غطى المدينة مجدداً..



    للعلم هذه القصة مكتوبة سنة 1905 أي قبل الثورة البلشفية بسنوات عديدة.. تنبأت وبصورة مدهشة بتلك الثورة ورسمت لها مستقبلاً أسوداً متشائماً قاتماً كانت واقعية بدون أن يعلم ذلك، نرى في نهاية القصة كيف ظهر في أقصى المدينة شبح عظيم يغطي سماء المدينة لا شكل معين له، واسع، لونه أحمر، يبشر بمستقبل دموي ، صورة تكررت في ظهور الاتحاد السوفيتي والشيوعية والبشاعات التي حدثت فيها كانت طبق الأصل لتلك الصورة المتشائمة التي رسمها أندرييف بل وأكثر قتامة أيضاً..


    -----------------------------------------------------


    قصص أثرت في نفسي كثيراً وسيبقى أثرها في داخل نفسي .. لا أنصح بها لمن لم يقرأ أبداً في الأدب الروسي لأنه هذه القصص تُعتبر ناضجة وهي خلاصة ما كتبه الأدباء الروس ومرحلة متقدمة جداً في الأدب الروسي.. من أجمل بل وأقسى ما قرأت في حياتي ..









    صورة أخرى لـ " ليـونيـد أنـدرييـف "

    ......

  • ليلى |レイラ

    من أعظم ما كتب الروس💙🌿
    أندرييف أهلًا بك عزيزي في قلبي الصغير المزدحم🤤💙

    "يا للقُدرَة على تقمص الآخرين، من صفة عجيبة من صفات العقل المرن، المرهف الذي صقلته الثقافة! كأنك تعيش الحياة آلاف المرات، تارة تهبط إلى ظلام الجحيم، وتارة ترتفع إلى ذرى جبال وضاءة وبنظرة واحدة تحيط بالعالم اللا نهائي.
    إذا كان مُقدّرًا للإنسان أن يصبح إلهًا فإن عرشه سيكون الكتاب.."
    ...

    "ثم في النهاية كففتُ عن الصراخ. فذلك بكل بساطة أمرٌ لا يطاق.."

  • Mohamed Bayomi

    كتاب مجنون وكاتب عبقري مجنون وبائس ،،، يبدوا انها الخلطة السحرية لابداع مثل تلك التحفة الفنية

  • Ola Al-Najres

    وكما يقع البشر في غرام بعضهم البعض من النظرة الأولى ، أصبح ليونيد آندرييف من كُتّابي المفضّلين منذ القراءة الأولى لأعماله ، هذا المُبدع الحزين ، أبو الهول الخاص بالمثقفين الروس كما أطلق عليه معاصروه ، و الذي يُكلل أدبه الفلسفيّ النفسيّ هالة من التشاؤم واليأس ، ولم يُخطئ ظني بميوله الانتحارية ، فعقلية متسمة بهذا العمق المجنون كانت ستسعى لإطفاء شعلتها بطريقة أو بأخرى ، وليتكم تعلمون كم تميل نفسي لمثل هذه الشخصيات ! ...


    هذا الكتاب عبارة عن قصص طويلة أو روايات قصيرة منفصلة ، يجمع ما بينها قيد خفي ساخن و لاسع هو الجنون ، جنون الموت ، جنون الحرب ، جنون الذكاء ، و جنون السياسة ... ، على أنّ كل قصة متفردة بأسلوبها السردي ومفرداتها ، وهذا بالضبط ما ميّز آندرييف في نظري .



    قصة سبعة شُنقوا :

    هي قصة عن جنون الموت ، أو بتعبير أدق جنون الدنو من الموت ، حين يصبح الأجل معلوماً ، فيبدأ الذهن بالاستنفار التام مُحتسباً كل لحظة متبقية ، متفكراً بكل شيء ولا شيء ، مستثاراً بأعتى الهواجس و المخاوف الملعونة ، ويفقد العقل سيطرته على الأفكار فتتشظى النفس وتتصدع تحت مطرقة المسّ والجنون .

    لم يأتِ الموت بعد، لكن الحياة لم تعد موجودة أيضاً، وإنما هناك شيء جديد، مذهل في غموضه، لا هو خال من المعنى تماماً، ولا هو ذو معنى، إنه عميق وغامض، وغير بشري إلى حد يستحيل كشفه ...




    الضحك الأحمر :

    هو الجنون الوحشي المقترن بفوضى الحرب ولحظاتها الدموية ، حين يفقد المرء إحساسه بالزمان والمكان في ساحة الأشلاء والعنف البشري ، حين يخسر البشر بشريّتهم ويتحولون إلى كائنات راعبة مجنونة ، وتتحول الذاكرة إلى مقبرة ، والغُرف إلى مسرح أشباح ، ويُلعن الإنسان بتفكيره الصاخب ، فيُسلّم نفسه بنفسه للجنون .
    أنهيتُ هذه القصة في يوم تفجير ساحة الطيران في بغداد الحبيبة ، فكان وقع الرعب في نفسي مضاعفاً ، والأسى أعمق وأقسى .

    ولم يكن أحد منا يخاف الموت، إذ لم ��كن بيننا أحد يفهم ما هو الموت ..



    فكرة :

    قراءة هذه القصة كانت متعة محضة ، فهي تتمحور حول جنون الذكاء والتذاكي ، وعافاكم الله من المغرور حين تُخدش كبرياؤه ، أما والمغرور شديد الذكاء فمن هما تبدأ المصيبة ، حين يتعاظم جنونه و هوسه في الانتقام ، فيُمحى الخط الفاصل بين الذكاء والتذاكي ، ويصبح التماهي بين الجنون والعقل هو الجنون بعينه .
    هذه الحكاية رائعة للغاية ومختلفة عن سابقتيها ، وتُجبرك على الاعتراف بألمعية آندرييف .

    أنتم لو تشعلون ناراً في قلب مستودع من البارود، تستطيعون أن تكونوا أكثر شعوراً بالأمان مما عندما تتسلل إلى رأسكم أصغر فكرة عن الجنون ...



    هذا ما كان :

    جنون السياسة ، جنون الطغاة والدكتاتورية ، والتعطش الأبدي للحرية والثورة ، و بالرغم من مقتي لها حقيقةً ، إلّا أنّ الرمزية التي كتبها بها آندرييف وصياغتها بطريقة تُمكنها من ملائمة أي زمان ومكان ، و رؤيته التشاؤمية التي أتبناها مؤخراً ، جعلت من هذه القصة شيئاً جديراً بالافتتان ...

    ليس هناك سلطة ، هناك عبودية فقط ..



    ليونيد آندرييف اكتشاف ذهبي أدين به لمن كان سبباً في قراءتي هذا الكتاب 💛

  • Maz

    أربع قصص وصل فيها ليونيد أندرييف لأعلى درجات الجنون! ميزة الكُتّاب الروس أنهم مدرسة في تحليل النفس البشرية و وصف صراعاتها، إلى جانب الطابع الواقعي القاتم.

  • Sara Abdulaziz

    عاش ليونيد أندرييف الكاتب الروسي في عصر شديد الاضطراب، إذ كان عصرًا ممتلئًا بالنظريات السياسية، والفلسفية والاجتماعية، والتيارات الأدبية والفكرية، مما كان له أثر على مؤلفات الكاتب بشكلٍ جلي ظاهر.
    كتاب الجنون، كتاب يحتوي على ٤ قصص طويلة، كُتبت في فتراتٍ زمنية مختلفة تترواح ما بين ١٩٠٢ و ١٩٠٨م. كان لكل قصة جنونها الخاص الذي تتحدث عنه و تتشكل على صورته، فكانت القصة الأولى تتحدث عن جنون الموت، جنون ترقُّبه، مخافته، ولقاؤه. فيقول واصفًا إياه: “إنّ ما هو رهيبٌ ليس الموت، وإنما معرفته”. و يقول: “كان مرعبًا نطق أية كلمة، وكأن كل كلمةٍ في اللغة فقدت معناها ولم تعد تعني إلا شيئًا واحدًا هو الموت”. و يقول: “لم يأتِ الموت بعد، ولكن الحياة لم تعد موجودةً أيضًا”.
    بينما القصة الثانية كانت تدور حول جنون الحرب، جنون القتل والعداء اللا مبرر. كان الدم يجري دونما سبب، تمامًا وكآنه ضحكٌ أحمر. فيقول واصفًا هذا الجنون: “لقد تداعى مليون من البشر إلى مكانٍ واحد، وفي محاولة منهم لإضفاء صفة الصواب على أفعالهم يقتل بعضهم بعضًا، فيما الجميع يتألمون بقدرٍ واحد، والجميع تعساء على قدم المساواة، فما هو هذا أليس جنونًا؟!”.
    القصة الثالثة كانت تمامًا كما اسمها، فكرة. كانت تدور عن جنون الفكرة، الفكرة التي تتغلل في أْماقنا، وتسكنها فلا نملك الهروب منها. فكانت الفكرة أن يدعي الطبيب الجنون، ليتهرّب من العقوبة، فكانت عقوبته فكرة. تُرى هل كان مجنونًا منذ البدء، أم أنه جنّن نفسه؟
    يقول فيها: “كنت أتلذّذ بفكرتي. ذلك أن فكرتي البديئة في جمالها استسلمت لي بكل ولعها، مثل عشيقة، وخدمتني مثل أمة، وساندتني مثل صديق”. و يقول: “كأننا أنا و فكرتي، كنا نلعب مع الحياة و الموت، ونُحلق عاليًا فعاليًا فوق تلك الجدران”. و يختتمها قائلًا: “مَن أنا: أمجنونٌ يُسوغ فعله، أم سليمٌ يُجنِّن نفسه؟”
    وأخيرًا، القصة الرابعة كانت تتحدث عن أشد أنواع الجنون قذارةً و بؤسًا في آن، جنون السلطة و العبودية، جنون القوة حال فقدها، و وفرتها. واصفًا فيها غضب الشعب، عبيد السلطة الوهمية العظمى، و وصولهم حدّ جنون الاكتفاء، و بطش ذوي السلطة، وانفصالهم عن ذواتهم، واستسلامهم التام لملذاتها.
    فيقول في جنون السلطة: “كلما ازداد عرش الملوك علوًا، ازداد عدد العظام التي يقوم عليها أساسه”. و يقول: “ولما كان الملك يُولد ويموت كالجميع، فإنه بمظهره الذي يُشبه مظهر الناس كلهم، كان إنسانًا. ولكنهم عندما كانوا يتأملون ذلك الكم الهائل من السلطة و الجبروت الذي يتمتّع به، كان يسهل عليهم التفكير بأنه إله”.
    ويقول في جنون العبودية والاكتفاء: “وما إن كفّ الشعب عن الطاعة حتى انفتحت في الحال جميع جروحه القديمة التي عُمرها قرون كثيرة، وبغضبٍ أحسّ بالجوع، والظلم، والقهر. فصرخ جاهرًا بذلك، وطالب بالعدالة. وفجأة ثارت ثائرته، مثل وحشٍ هائل الحجم، مستنفر ينتقم من مروضه في دقيقة غضبٍ حرٍّ واحدة عن كل سنوات المهانات والتعذيب”. و يقول: “إنكم تُريدون أن يكون في البلاد إنسانٌ واحد فقط، وخمسة وثلاثون مليونًا من البهائم!”



    بعد مضي عامٍ ونصف من المحاولات الغير منقطعة للحصول على نسخة ورقية من هذا الكتاب، حصلت عليه أخيرًا. و قد ظننت كثيرًا بأنه سيكون مخيبًا لأملي ولو قليلًا، إذ أنني كنت مع الترقب قد رفعت سقف توقعاتي له، ولكن ليونيد لم يُخيبني أبدًا! هذا الكتاب كان رحلةً في الجنون، وكل تدرجات المعاني العدة التي تحملها هذه الكلمة، وقد كانت رحلة مثرية عظيمة وممتعة. كل سطرٍ كان يشدُّني أكثر، كل كلمة كانت تمسّني، وكل قصة كانت تُصيبني بالدهشة أكثر. إنني لا أبحث في الكتب عن الإجابات، وإنما عن الفكرة، البوابة المؤدية للإجابات التي سأتكفل بالبحث عنها بنفسي، وقد كان هذا الكتاب البوابة المُثلى بالنسبة لي.

    يقول ليونيد: “إذا كان مُقدرًا للإنسان أن يُصبح إلهًا فإن عرشه سيكون الكتاب”.
    وهذا الكتاب عرش ليونيد، وتخليده، ومثواه.

    سلسلة تغريدات مقتبسة من الكتاب:
    https://twitter.com/humanosaurus1/sta...

  • أروى مختار

    يخرب بيت كدا والله ، حاجة عظيمة جدا ، قدرة خيالية على الوصف يعيشك أحاسيس الشخصيات كأنك وسطهم ، انا اتمزجت جدا الحقيقة

    - القصة العظيمة الأولى أثرت فيا جدا عشان كنت من كام يوم بفكر في الموضوع دة و اترعبت و أندرييف كتر خيره جسدلي الرعب أكتر :D
    " إن ما هو رهيب ليس الموت و لكن معرفته، فلو كان في مقدور الإنسان أن يعرف بقدر كبير من الدقة و التحدي اليوم و الساعة اللذين
    سيموت فيهما لتعذر عليه تماما أن يعيش "

    - القصة التانية أندرييف قال إنه خلصها في تسع أيام و مقدرش يراجعها و لا يقراها تاني و قال إن أعصابه لم تقوى على العمل فيها و لا يوما و احدا و لا ساعة واحدة كان على حافة الجنون ، و انا كمان أعصابي مستحملتش إني اتخطى تلتينها من كتر براعته في وصف الحرب و حالة الجنود تعبت حرفيا كأني وسطهم .

    - القصة الأجمل و الأقرب إلى قلبي "فكرة" أكتر قصة تجسد فيها الجنون وقد إيه فكرة ممكن تسيطر على الإنسان و تفقده عقله

    - و أخيرا هذا ما كان هذا ما سيكون
    "أحقا هذا الشيئ السخيف هو الطاغية ؟! أحقا أن التافهون هم الطغاة؟ "


    أنا اتبسطت بجد :))

  • Esraa Mohamed

    هذا التزامن بين الأحاسيس والأفكار والالام والرعب، يفقدني التوازن، فأغدو مثل قشة على موجة، مثل غبار في زوبعة، إنه يبعدني بقوة عما هو عادي، وكل
    .صباح تكون هناك لحظة رهيبة واحدة أجد نفسي خلالها متدليًا في الهواء فوق هوة الجنون السوداء ثم أسقط فيها، يجب أن أسقط فيها

    !ولكن إن كان الأمر كذلك، إن كانت قيمة الإنسان لا تأتي مما قام به فقط، بل ومما كان يريد أن يقوم به أيضًا فإنها عندئذٍ..عندئذٍ تستحق إكليل الشهادة

    .ما أزال قادرًا على الصراع في النهار، أما في الليل فأنا أغدو-شأني شأن الجميع-عبدًا لمناماتي.ومناماتي مرعبة ومجنونة

    إن أولئك الناس موافقون على أن يصبحوا معتوهين مقابل شيء واحد فقط هو ألا يسمعوا كيف يترنح عقلهم، كيف يصيب الانهاك قدرتهم على المحاكمة وهم يخوضون
    ..صراعًا غير متكافئ ضد اللامعنى

  • Yousef Nabil

    كاتب من العيار التقيل وأشعر بالندم أني قرأت له متأخرًا. قصص كلها بصوت روسي أصيل ومتفرد، وحتى قصة: فكرة التي حاكي فيها فكرة داستايفسكي في الجريمة والعقاب وبطله راسكولنيكوف كتبها بأصالة وقدم فيها رؤية نفسية عميقة. قصة الضحك الأحمر تكاد تكون أكثر القصص كابوسية قرأته في حياتي. أشد ما لفت انتباهي في أندرييف أنه صوت روسي بامتياز، لكنه في نفس الوقت لا يحاكي أحد.. تجد فيه عبق تالستوي في قوة الوصف، وقدرة داتاييفسكي الشديدة على الغوص في أغوار النفس، وربما قدرة تشيخوف على التقاط التفاصيل الدقيقة، لكنه في النهاية صوت روسي أصيل جدًا.

  • Reta

    قبل أن أبدأ فى الحديث عن محتوى الكتاب عامةً، دعنى فقط أبدى خاصةً كم حزنى وفرحى فى آن واحد. حُزنى على إكتشافى للأديب "ليونيد آندرييف" متأخراً وليس قبل الآن، وفرحتى إنى قد إكتشفته أخيراً فى أولى قراءاتى له. ولم أعرف حقيقةً لماذا لما يتم توليته الإهتمام مثل آخرين فى ذات الزمان رغم تفوقه البالغ على جميعهم. ولكن فى حياته فقط أحدث بالفعل الكثير من الجدل فى فترة حرجة فى تاريخ روسيا. بل ولك أن تتخيل طفل ذو أحد عشر ربيعاً فقط فى أولى محاولاته الجدية للإنتحار ! فقد كان ليونيد يحمل بالفعل الكثير بداخله مما يجعله قاتم كفايةً ليصبح أحد أهم أساسات الفلسفة التشاؤمية. صوت روسي بإمتياز، لكنه فى نفس الوقت لا يحاكي أحد.. تجد فيه عبق تالستوى في قوة الوصف، وقدرة داستايفسكى الشديدة على الغوص فى أغوار النفس، وربما قدرة تشيخوف على إلتقاط التفاصيل الدقيقة. ولكن ليونيد فى النهاية يظل صوت روسى أصيل للغاية.

    أربعة قصص طويلة تحمل فى طياتها الكثير من الجنون بل إذا كان هناك ما يفوق الجنون فذاك هو.
    1- قصة سبعة شُنقوا:
    تلك الرائعة التى تتداخل مع أرواح الكثير من البشر المختلفون داخلياً وكيف أن الإنسان ودواخله أعقد مما قد تتصور. فقد يكون القاتل فى لحظةً ما هو ذلك الوديع الذى يصعب عليه خدش زهرة، والعكس. أعجبنى كم التعقيدات النفسية بداخل كل شخص حتى النهاية.

    2- الضحك الأحمر:
    لم تكن الضحك الأحمر إلا ذلك الكابوس الى ربما تراه ليلاً فلا تستيقظ ثانيةً بل تكتفى بالموت راضياً. فربما تتوقع أن الأحداث فقط لحرب ما وفقط بل إنها تبحث خفية كيفية إعتيادنا اليومى على سماع أعداد القتلى ورؤية شريط الأخبار بلا مبالاة كأن هذا ليس واقعاً بحق فى مكان ما. الضحك الأحمر من أكتر الأشياء رعباً قد قرأتها فى حياتى.

    3- فكرة:
    كانت تلك الرائعة الأحب إلى قلبى رغم عجزى عن المُفاضلة بالفعل بين الأربعة روائع. ولكنها لمست داخلياً ما لم يتمكن غيره ليونيد من لمسه. فهو يثبت ببراعة أن النفس الإنسانية الداخلية لن يتم فهمها لآخر قطرة مهما جهدت لفعل ذلك ومهما عانيت للتقرب من ذاتك. دوماً بداخلك كائن آو آخرلا تعرفه حتى لو إكتشفته فسيظل من الصعب أن تقرر من أنت من هؤلاء. وكيف أن فكرة.. فقط فكرة قد تكون كفيلة لإنقلاب حياتك رأس على عقب.

    4- هذا ما كان:
    رغم ملل البعض الغالبية فى سرد أفكار الوعى السياسى وملل القراء فى القراءة عن هذا المضمون بل وإعتياده، فقد كان ليونيد بارعاً بحق حين أختصر هذا الوضع المناسب لكل الأنظمة والأزمنة والشعوب بأن "هذا ما كان.. هذا ما سوف يكون". من أعظم القصص الو��فية لحال الكثيرون على مر العصور وتغير الظروف. من هو ذلك الطاغية؟ هو كل شخص تصور وجوده. الطغيان فكرة وليس شخص بعينه. نحن عبيد أنفسنا ليس إلا.

    فى النهاية أعتقد لو أن هناك نجمات أكثر من تلك الخمسة لكنت أعطيتها عن طيب خاطر. فقد نجح ليونيد بخلق تلك الهزة الممتعة الداخلية وكأنها مضاجعة حزينة حية لكتاب.
    ولا أنسى أيضاً شكر نوفل نيوف على هذه الترجمة الرائعة الى تكبد من أجلها الكثير لنقلها مباشرة من الروسية للعربية دون نقلها عن ترجمات أخرى لا مباشرة. فقد أثرى الكتاب وجعله حياً.

  • أسماء عبد الغني

    أربعة قصص ينطبق عليها قول كافكا بأنها "كالفأس الذي يكسر الجليد المتجمد بداخلنا"
    في القصة الأولى (سبعة أشخاص شنقوا) بعيداً عن الإشارة لنقمته على حكم القيصر وعلى الإعدامات التي كانت تطال الثوار، يناقش الكاتب فكرة الموت عند شخصيات مختلفة منها الثائرة ومنها اللامبالية ومنها الساذجة، يدخل إلى أعماقهم بطريقة رهيبة، قصة تُذرَف لها الدموع بسخاء، عند الموت لا يمكن إلّا ان تتعاطف مع فريسته مهما كانت جريرتها.
    في القصة الثانية (الضحك الأحمر) يصور لنا الكاتب فظاعات الحرب وعبثيتها بأسلوب سوداوي كئيب، أقل مايقال عن القصة أنها رائعة مذهلة مرعبة، يتأثر بها كل من عانى حرباً، فالحروب تتشابه عند الجميع.
    أما القصة الثالثة (فكرة) فكانت ممتعة من نوع خاص، عبارة عن مذكرات شخص قتل صديقه لينتقم من زوجته التي أحبها يوماً، وادعى الجنون ليبرر فعلته .. لحظة، هل قلت ادعى؟ أم أنه كان مجنوناً فعلاً؟ كلما حاول ان يقنعنا بجنونه كشفنا خداعه، وكلما حاول العكس سلّمنا بجنونه!
    في القصة الأخيرة (هذا ماكان) يحكي لنا الكاتب عن ثورة كبيرة قامت ضدّ طاغية لم يره أحد، لكن ما إن تنجح الثورة ويحاكم الطاغية حتى يجري الحديث على السنة العامة "أحقاً أنّ هذا الشيء السخيف هو الطاغية؟!"

  • Mohamed bidewy

    اللي بيخليني احب الادب الروسي هو تركيزه الشديد علي وصف شعور الناس وتقلباتها, هو مميز جدا في الموضوع ده بس بيقع في غلطة سذاجة الاحداث و توقعها في معظم الاوقات من جهة القارئ. هنا بقي الموضوع مختلف تماما و الاحداث مميزة جدا. الكتاب ده من احلي الحاجات اللي قريتها في الادب الروسي مع اني حسيته مختلف عن باقي الاعمال الروسية و ديه حاجة حلوة و جريئة في الفترة اللي اتكتب فيه.

    بالنسبة للكتاب ف هو مكون من 4 قصص الطابع العام ليهم هو الجنون و اللي بيتقدم في اطار مختلف لكل قصة, اندرييف ابدع في كل قصة فيهم من كل النواحي فعلا, السرد في القصص كان من احسن الحاجات اللي شوفتها لحد دلوقتي في القراية.
    الكاتب بيكتب علي نهج المدارس الرمزية و التعبيرية, حتي القصة اللي كان معروف نهايتها من اول صفحة - 'قصة سبعة شنقو'- قدر انه يوظفها بطريقة حلوة جدا و يهدف بيها لحاجات ابعد بكتيرعن اطار القصة نفسه.
    طبعا قصة 'الضحك الاحمر' تفوق باقي القصص في الكتاب.

    اندرييف شبه سارتر في عرضه للافكار و التعبير عنها بس اندرييف اقوي ادبيا من سارتر, و هو بالكتاب ده مهدلي الطريق اني اقرا عن الجنون في كتب علمية شوية.

  • Maab

    خمس نجوم هي تقييم متواضع جداً بالنسبة لعظمة ما قرأت في هذا الكتاب
    اربع قصص عن الجنون ، الجنون التام المعدي
    عن جنون انتظار الموت
    و الجنون المصاحب للحرب
    و الجنون الذي تسببه فكرة
    و الجنون الذي يسببه الانخراط في الحشود ..

    لقد أبدع ليونييد اندرييف في الوصف و التحليل حتى كاد يفوق دوستويفيسكي ، و في لحظات متفرقةٍ يمكننا القول أنه قد فاقه حقاً !
    قدرته على وصف شخص يستلقي في سريره بانتظار محاولة اغتياله في اليوم التالي ، و عدة اشخاص يقضون ليلتهم في انتظار اعدامهم ، شخص يشاهد نفسه يصاب بالجنون اثر ادعائه انه مجنون فعلاً لغرض ما .. عظيم عظيم !
    بامكانك فعلاً أن تكون جزءاً من هذا الجنون ، فتارةً أنت في عربةٍ تتجه بأصحابها الى الاعدام ، و تارةً تزحف و تعوي مع نزيلٍ في مصحٍ نفسي ، و انت هناك ايضاً حين كان الجنود يفقدون عقولهم في الحرب ، و تعيش في منزلٍ انتحر صاحبه ليصاب أخوه اثر ذلك بالجنون .. و انت كذلك ضمن الحشد الذي كان يمزّق ملكه المشنوق الى اشلاءٍ وسط هتافات الحرية و قرع الطبول ، في جوٍ ضبابي حيث تطفو الجثث فوق النهر الصامت ..


    كتابي المفضل ! للأبد !

  • Sarah

    أربعة نجوم للقصة الأولى والثالثة (فكرة)، أما البقية فترجمتها لا تساعد على القراءة بسبب تداخل النص وضياع المضمون.
    مع الأسف، عدم ترابط النص ينفّر من القراءة؛ فلم أستطع اكمالها وإن رغبت بذلك.

  • Nada Aj

    أربع قصص، فكرة واحدة : الجنون
    تأتي قصة فكرة بالمركز الأول، حيث يرتكب الدكتور كيرجنتسف جريمة قتل خطط لها بدقه و تصنع الجنون إلى أن بلغ مرحلة يعجز فيها عن الجزم التام بأن افعاله ناتجة عن تظاهرة بالجنون ام أنه جنون فعلي ؟
    وصوله للمرحله هذه ايعتبر ذكاء أم انه سلوك يدل على خلل عقلي؟
    هل الذكاء الفائق او العبقرية إختلاط عقلي؟
    هل العبقرية جنون؟
    أتصنع الجنون ليرتكب جريمة؟ أم ارتكب جريمة لأنه مجنون؟

    يثبت ليونيد في قصته أن النفس البشرية لن يتم فهمها مهما كانت قريبه من الذات

  • Doaa Taiseer

    القصة الاولى:
    "هكذا راح الناس يُحيّون شروق الشمس".
    هل استيقظت يوماً و فكرت أن شروق الشمس هذا سبقه إعدام أحدهم أو قتله أو تعذيبه أو موته ببساطة؟ هكذا أشرقت شمس ذلك اليوم في القصة.
    ..
    القصة الأولى "قصةُ سبعةٍ شُنِقوا". قصيرة، بليغة، عميقة، متخمة بالمعاني، مثيرة للأفكار و العواطف.
    ما قرأتُ أجمل من هذه القصة. كيف يكون الموت بهذه السرعة و هذه البساطة، كيف يقترن بالحياة و كيف ينفكّ عنها، كيف تبقى الحياة دائماً حياة و يختلف الموت! يا للعجب في كمّ الانجذاب للكلمات كلمة تلوَ كلمة و صفحة تلوَ صفحة.
    تخيّل أنّك في قفصٍ حجريّ -زنزانة- الآن و قد حسبت عدة أيامٍ بالعدد على موتك القريب -إعدامك- أيّ خيالٍ سيخطفك في هذه الليالي، مَن أنت قبل هذا القفص و مَن أنت فيه و مَن أنت بعده؟ ماذا عن إيمانك؟ ماذا عن ذنبك؟ ماذا عن عقلك و قلبك و مبادئك و آرائك و عائلتك و هيئتك و أصدقائك و ذكرياتك و عمرك و أحلامك و ماضيك؟ ماذا عن كل ما حدث بالأمس؟ هل أنت راضٍ؟ كيف تشعر و موتك معلومٌ زمنه بالسنة و الشهر و اليوم و الساعة و الدقيقة! ولا تملك أن تخرج من قفصك هذا لتصلح أي شيء. تجلس أنت هنا على سريرك القذر و جدرانك الأربعة تعدّ الساعات و تغرق في جنونك! نسيت الكلمات و الحركات و الأشياء و الناس و بدا كل شيء في عينك عجيباً مدهشاً و كأنك ترى و تسمع و تتحدث لأول مرة، تتأمل كل لحظة .... لأنها آخر اللحظات و لا يدور في ذهنك غير هذه الكلمات "أنا خائف"!
    ذكّرتني القصة برواية لهوغو "آخر يوم لمحكوم بالإعدام". ارتأيت الفرق بينهما فأدركت قدرة أن تتغلب قصة متخمة على رواية.
    ..
    القصة الثانية:
    "وراء هذه النافذة في الضوء المتجمد القاني. كان الضحك الأحمر واقفاً".
    تشعر خلال هذه القصة أنك أمام فيلم قديم لكن بالأحمر و الأسود بدلاً من الأبيض! ولا ليل فيه أو صباح "خُيِّل أنّ الغسق توقف و حال دون حلول الليل، و أنّ الهدير و الطلقات في تلك الجهة اصطبغت بلونٍ أحمر و أزاحت الظلام". الاخراج و الكتابة و التمثيل كلها مثالية رائعة. يقف في وجه البطولة رجلٌ وسط الحرب فيصف هناك كل كبيرة و صغيرة "في هذا الشيء القصير، الأحمر، النازف، استمرت أيضاً بسمةٌ ما، ضحكٌ بلا أسنان، إنه الضحك الأحمر". يقودنا معه في رحلة وصفية طويلة دقيقة و عجيبة تجعلك تترك القراءة بعد كل نهاية وصف لتستشعر لذة تأثير الوصف في شرايينك ببطءٍ مخدّر. يا لارتباط الوصف بالأدب الروسي!
    يتوقف هذا الرجل و يعود إلى منزله المصبوغ بالأبيض و الأسود هنا في الداخل بعيداً عن احمرار الحرب و يسلّم راية البطولة و الوصف لأخيه الذي لا يكفّ عن ذكره و تذكره. و من هنا تبدأ رحلة جديدة أعمق و أكثر دهشة في الوصف "لكأنّهم خلعوا عن دماغي غطاءه العظميّ، فبات أعزل، عارياً يمتصّ بطاعة و نهم جميع فظائع هذه الأيام الدموية المجنونة".
    يقول عن حياته الجديدة الفارغة "أنام في غرفة الطعام التي انتقلتُ إليها نهائياً. ففيها الحال أهدأ، و كأن هواءها ما زال يحتفظ بآثار الحديث و الضحك و رنين الأواني المرح".
    يغطّ في نومٍ فارغاً من النوم فيزوره أخيه قائلاً " هذا هو الضحك الأحمر. فعندما تفقد الأرض عقلها تبدأ بالضحك على هذا النحو. و أنت تعرف أن الأرض ��قدت عقلها. ليس عليها لا أزهار ولا أغان، لقد غدت مدوّرة، ملساء و حمراء مثل رأسٍ سلخوا جلده"!
    قصة تتحدث عن نفسها في كل هذه الاقتباسات الرائعة عن حياة الحرب الحمراء بهذيانها و جنونها كفيلمٍ متقن.
    ..
    القصة الثالثة:
    ماذا إن استيقظت يوماً و فيك شك بعقليتك .. تتأمل تصرفاتك السابقة و تُذهل من نفسك فلا تعود تعرفها و في ذهنك هذا السؤال .. هل أنا مجنون؟!
    في القصة الثالثة طبيب تدفعه نفسه و مبرراته الغير منطقية لارتكاب جريمة .. أجواءٌ تشبه الجريمة و العقاب فيها الطبيب كيرجِنتسِف مشابهاً جداً لراسكولينيكوف أشهر شخصيات دوستويفسكي.
    هنا القصة أبسط لكن إن لم تكن بنفس العمق فهو مقارب إل�� حدٍ كبير.
    إنها فكرة تدور في عقل صديقنا كيرجِنتسِف فما هي خطة هذه الفكرة و هل هو قادر على تنفيذها؟ و ما الذي سيحدث إن نفّذها؟
    يبقى الأدب الروسي يبهرنا بقدرته على اختراق النفس البشرية بأهوائها و نزواتها و أفكارها و زلاتها بشكلٍ ليس له مثيل.
    "دخلت رأسي فكرة بكسل و سهولة، مثل غيرها، و سيطرت على كل ما يتّصف به ذهني من الصفاء و الدقة و البساطة. دخلت بكسل و توقفت. و ها هي الفكرة حرفياً بصيغة الغائب، كما كانت لسببٍ لا أعرفه:
    (هناك احتمال كبير أن يكون الدكتور كيرجِنتسِف مجنوناً حقاً. لقد كان يظنّ أنه يتصنّع الجنون، بينما هو مجنون حقاً. و الآن هو مجنون أيضاً.)"
    إنها قصة لا تتكرر .. ليس لها بداية، لا تفاصيل، ولا نهاية، إنها قصة مثل نسمة هواء تقرأها على سطح الفراغ ولا يستطيع أن يحكيها لك أحد!
    ..
    القصة الرابعة:
    يعيد التاريخ نفسه و معه يدقّ بندول الساعة بنفس الصوت "هذا ما كان، هذا ما سيكون".
    في هذه القصة يتحدث ليونيد متأثراً بالثورة الفرنسية عن الشعب و الأرض و السلطة و المحاكمة و الثورة و الحرية .. يجمع فيها بين خيالَي إعلان قصير لمسلسل ثوريّ يتراكض فيه حشد من الناس لاهثين هاتفين قاتلين و مقتولين، و خيال رواية 1984.
    ..
    "أشرف النهار على نهايته، و دنا الليل من المدينة، ليل قاسٍ و صادق، إذ ليس له عينان تريان .... كان واقفاً على الجسر اثنان يستندان بمرفقَيهما على صخرة، ينظران إلى الأعماق القاتمة المبهمة.
    -هل تصدّق أن الحرية قد جاءت اليوم؟ -سأل أحدهما بصوتٍ خفيض."
    لعلّ ما نخشاه و نهابه و نرتعد منه فنتخيّله متجبّراً متوحشاً كاسراً ليس إلا مخلوق تافه سخيف، ألسنا في هذه الحالة نحن مَن سنتجبّر عليه؟!
    ماذا عن الحرية المتخيَّلة أيضاً!
    ..
    "مَن يجرؤ على القول لهزة أرضية: أرضكِ تنتهي هنا، فلا تتعدّيها!"
    ..
    "ها هي الحرية تهلك، هذه العروس المسكينة في إكليل من الورود البيضاء، العروس التي لاقت حتفها في ساعة زفافها المهيب."
    ..
    "مَن يكفل ألا تعود البلاد منذ الغد إلى جنونها القديم، و ألا تزحف راكعة على ركبها تتوسل الغفران، و ألا تعود من جديد فتبني العرش الذي حطّمته بهذا القدر من المشقّة، و هذا القدر من الألم!"
    ..
    ينتهي هذا الكتاب بهذه القصة الرشيقة الخفيفة المعاكسة لما سبقها.
    تقييم الكتاب كله : متكامل.

  • Enceladus



    شدَّني عنوان الكتاب أثناء تصفحي للكتب في معرض الكتاب فاقتنيته بعد تردد بالرغم من اني لم أسمع بالكاتب من قبل ولا عن الكتاب نفسه. ولولا وقوع عيني على الكتاب لما تعرفت على هذا الكاتب الروسي العظيم!

    الكتاب ترجمة لأربع قصص مختلفة تمامًا في الفكرة والحبكة (قصة سبعة شنقوا - الضحك الأحمر- فكرة- هذا ما كان)، معظمها يحاكي دوافع النفس البشرية بجنونها وتناقضاتها. الضحك الأحمر أسرني جدًا ، وصف أندرييف للحرب وجنونه وتبعاته مرعب وعميق وعبقري. قصة وأسلوب كتابي وتعبير ووصف عظيم بكل ما تعنيه الكلمة!
    بقية القصص أيضًا ممتازة وعميقة وكل قصة لها طابعها وجنونها الخاص.

    أنصح جدًا بقرائته.

  • Nayef Al-mansouri

    تعجز الكلمات عن وصف هذه القصص الاربعه من لينويد اندرييف

    الروايه رائعه وانصح بها وبقوه

  • Somia Ahmed

    "إننـي ما أحببت أحداً في العالم غير نفسي ، والشيء الذي أحببته في نفسي ليس هذا الجسـد الكريه الذي يحبه حتى السفهاء ، لقد أحببت الفكـر البشري وحريتي . إنني ما عرفت ولا أعرف شيئاً أسمى من فكري ، لقـد كنت أعبـده ، أليس هو جديراً بذلك ؟ ألم يصارع العالم كله وضلالاته صراع العمالقة ؟ لقد ارتقى بي قمة جبل عال فرأيت في مكان سحيق تحتي كيف كان أناس صغار يتخبطون بنزواتهـم الحيوانية الصغيرة ، بخوفهم الأبدي أمـام الحياة والموت ، بكنائسهم ، وصلواتهم ، وأدعيتهم . ألم أكن عظيماً ، وحـراً وسعيداً ؟ مثل بارون من العصور الوسطى أقيم في قصري المنيع كأنني صقـر في عشه ينظر بفخر وجبروت إلى الوديان الممتدة تحته ، كم كنت قهـاراً وفخوراً في قصري ، وراء هذه العظام السوداء . ولما كنت ملكاً على نفسي فقد كنت ملكا على العالم أيضا ثم خانوني . بنذالة ومكر ، مثلما تخـون النساء والعبيد ، والأفكار. قصري صار سجنـي وفي قصري قـام أعدائي بالهجوم عليَّ فأين النجاة ؟ إن هلاكي في مِنعة قصري وعرض جدرانه. صوتي لا يتسرب إلى الخارج . فمـن هـو القوي الذي سينقذني؟ لا أحد ، لأنه ما من أحد أقوى منى ، وأنا ، أنا العدو الوحيد لـ « أنا » ي . « لقد خانني فكري النذل ، خانني أنا ، من آمن به وأحبه إلى هذا الحد . إنه لم يصبح أسوأ ، بل ظل هو نفس�� وضاءً ، حـادا ، مرناً مثل سيف المبارزة ، غير أن قبضته لم تعد في يدي ، وهل يقتلني. وهل يقتلني أنا ، خالقه ، سيده بتلك اللامبالاة البليدة نفسها التي قتل بها الآخر. ما إن يـحـل الليل حتى يطوقني رعب مسعور ، لقد كنت ثابتا على الأرض ، وكانت رجلاي تقفان عليها راسختين ، أما الآن فقد ألقي بي في فراغ فضاء لانهائي . إنهـا لوحدة عظيمة ورهيبة عندما أجدني - فريدا ، أنا ، ذلك الذي يعيش ويشعر ويفكر ، والذي غال إلى هذا الحد وعندما أجدني صغيراً إلى هذه الدرجـة ، ولا نهاية لتفاهتي وضعفي ومهيأ كل دقيقة للأفول . إنها لوحـدة كريهة لا تطاق عندما لا أكون أنا نفسي أكثر من ذرة تافهة ، عندما أكون في داخلي محاصرا ، يشدّ على خناقي أعداء حقيون ، صامتون ، متجهمون . إنهم في داخلي أينما صرت أحملهم معي في كل مكان . وحيد في فراغ الكون ، وليس لي صديق حتى في داخلي . وحدة حنونية عنـدمـا لا أعرف من أنا ، يتكلمون بشفتي ، بفكري ، بصوتي ، أولئك اللامرئيون."

  • Rakan Halawani

    ليونيد أندرييف في نظري عالم نفس؛ فلا يستطيع أي أحد أن يسبر أغوار ومكنونات النفس البشرية بهذه الطريقة إلا إذا كان عبقري في علم النفس.
    أربع قصص، في كل قصة عدة أفكار وقضايا ورمزيات تم وضعها بشكل دقيق ومُلفِت، ولكل حبكة نهاية ستتركك حائرًا وشارد الذهن، والمشترك بين كل تلك القصص كلمة هي "الجنون". للجنون أنواع، وكلّ شخصٍ يكون مُنحازًا لنوعٍ مُعين، ببساطة لأنه مُقدّرٌ له أن يتعرّف عليه بعمق ويُصادقه.
    ١- قصة سبعة شُنقوا هي قصة تهتم بتحليل نفس المُساق إلى حتفه، ذلك الإنسان الذي كُشِف له موعد موته، ولأن النفس الإنسانية مُعقدة، بالتأكيد ستكون ردود فعلها على هذه الواقعة مُعقّدة وغالبًا غير متوقعة، وهنا تجلّى ليونيد أندرييف بإبداعه. وددتُ لو تم وصف الإعدام بشكل أوضح وأقوى، هو فقط رأي أراه منطقيًا لدي.
    ٢- قصة الضحك الأحمر، لمذا تُقام الحروب؟ ويتصارع فريقين ليُظهر كلٌ منهم أنه مُحق، والآخر باطل، ألا يكونُ كلاهما مذنبًا؟ أين العقل في هذا؟
    واجهتُ الكثير من الأسئلة التي وردت بمثل هذه الصيغة في هذه القصة العظيمة المليئة بالدماء، والقاسية التي لا أتعجبُ بأنها أعجزت الكاتب عن الإمساك بقلمه لمدة شهور. قصة كان تصوير الحرب فيها غير عادي وجسّدت الجنون الناتج بسبب الحرب بشكل منطقي ومُبهِر.
    ٣- قصة "فكرة" كانت هذه القصة الأحب إلي، لا سيما وأنّ التحليل لشخصية القاتل وذهنه كان مُتقنًا بشكلٍ لا أستطيع وصفه، قضية التغلُّب على الحياة ورفع قيمة الإنسان من خلال الإرادة الحرة وتجليها برأيي من أعقد القضايا، ومع ليونيد أندرييف وتصويره لجنون القاتل الذي ربما كان مُتصنّعًا وربما مُتعمّدًا وضع الجميع في حيرة وأمام سؤال فلسفي عميق جدًا.
    ٤- قصة "هذا ما كان" التي كانت عن الأنظمة الدكتاتورية، الحرية والعبودية، الاضطهاد والسّلطة التي تكون حتمية وكأنها قضاء اللّٰه كما وصفها الكاتب. قصة برمزيات وتشبيهات وصور فنية كثيرة، كانت قوية ولها معنىً صادم وأثار التساؤلات لدي، أهكذا هو العالم، فقط كحركات البِندول "هذا ما كان، وهذا ما سيكون".

  • Sara Almasri

    في أحد زياراتي المعتادة للمكتبة منذ اكثر من عام ، كنت بحاجة ماسة لشراء أي كتاب لتحسين مزاجي و ارضاء غروري القرائي 😅 لم أكن افكر في أي عنوان الى أن وقعت عيني على هذا الكتاب ، لم أكن اعرف شيء عن الكتاب و لا عن الكاتب و لم أكلف نفسي عناء البحث عنه اشتريته و انا كلي ثقة بجودة محتواه، لا أدري لماذا تملكتني هذه الثقة و لكن ربما وصلت لمرحلة متقدمة من جذب الكتب الجيدة إلي 😅

    في العادة عندما نتحدث عن الجنون اول ما يخطر على بال اي شخص هو حالة من فقدان العقل يصل اليها الانسان بسبب عدة ظروف يعيشها الفرد في حياته لكن هنا في هذا الكتاب فالأمر مختلف تماما .

    في كتاب الجنون الذي يجمع اربع قصص مختلفة و منفصلة يعرض لنا الكاتب انواع اخرى من الجنون ، يتحدث في القصة الأولى عن جنون انتظار الموت المحتم بين عدد من الأشخاص ينتظرون نفس المصير بوصف دقيق و عميق لما يعانيه الشخص في ذالك الظرف ، يصور لنا الجنون في الأفكار و التناقضات التي يعيشها الفرد بينه و بين نفسه و بين الاخرين فهل هناك جنون اكبر من ذلك !؟

    في قصته الثانية يروي يتحدث الكاتب المجنون عن جنون الحرب و ويلاتها و كيف ممكن للإنسان الإعتياد على أفظع الجرائم فهل هنالك جنون اكبر من ذلك !؟

    في قصته الثالثة يتحدث عن جنون الفكرة و كيف ممكن ان يتنبى الإنسان فكرة ما و تقلب حياته رأسا على عقب و يصل لمرحلة لا يدري هل الفكرة هي من دفعته للقيام الي ما قام به ام العكس ، فهل هناك جنون أكبر من ذلك !؟

    في قصته الرابعة يتحدث عن جنون السلطة و جنون النفوذ
    فهل هناك جنون أكبر من ذلك !؟

    الكتاب الروسيين يتمتعون بمقدرة رهيبة على تحليل الن��س البشرية بطريقة عميقة جدا و لكن ليونيد يتمتع بطريقة مجنونة جدا في التحليل و الكتابة ، أكاد اجزم أن هذه الكتاب من أفضل ما قرأت .

  • ابراهيم قيس جركس

    فعلاً كتاب عن الجنون والعبث... والموت

    ((قصة سبعة شُنِقوا))قصة سبعة أشخاص _خمسة ثوار واثنان ذوو سوابق لص وقاتل_ يواجهون عقوبة الإعدام شنقاً، وكيف واجه كل واحدٍ منهم مصيره.

    ((الضحك الأحمر)) لا اعرف في الحقيقة كيف يحتفظ الانسان بعقله بعد قراءة هذه القصة عن الحرب وعبثيتها... من يقرأ هذه القصة لن يؤيّد الحروب او يشارك في أي حرب مهما كانت.

    ((فكرة)): معضلة حقاً: هل تصنّع د. كير��نتسف الجنون لكي يقتل؟ أم أنه أقدَمَ على القتل لأنه تصنّع الجنون؟

    ((هذا ما كان)) أو "عندما يخسر الملك رأسه" حسب عنوان القصة الأصلي... قصة عن الطغيان والاستبداد والظلم والجوع والثورة والخيانة وموت الملك/الإله.

    _((الويل للناس! لقد خانهم من قدّموا له الروح، يخونهم نوّابهم المنتخبون، أصحاب الوجوه الشريفة، والكلام الصارم الذي لا يُمالِئ، والجيوب المليئة بذهب الآخرين))

    19/4/2019

  • Sarah alsubaie

    عقلية ليونيد أندرييف فذة و نظرته عميقة تستطيع من خلالها تقمص تلك المشاعر المنبثقة الرهيبة التي يعج بها هذا الكتاب من خلال القصص الأربعة و خصوصا( الضحك الأحمر) لا أستطيع أن أخفي مدى شعوري بالاختناق و أنا أقرأها و كنت أقرأها بنهم أنتظر النهاية و إن كانت متوقعة لكن ربما لأنها كانت زخمة بمشاعر الإحباط و اليأس و الأسى من هذه الحروب التي تقذف في هوتها السحيقة الشعوب غالبة كانت أو مغلوبة فساعة حربٍ تُفقد بهجة عمر..!

    كان أندرييف يكتب بدمه و روحه و أعصابه ليس مجرد مداد حبر .. يقول أندرييف بعد كتابة قصة" الضحك الأحمر " أنه أنجزها في تسعة أيام وكان يتمنى لو يستطيع الرجوع إليها ليعيد النظر في أماكن عديدة منها ، إلا أن أعصابه لم تعد تقوى على العمل فيها " ولايوما واحدا،ولاساعة واحدة"..

    "لقد كان على حدود الجنون ، وظل ثمانية أشهر لا يستطيع أن يمد يده إلى القلم "..!

  • Bainah Alhajri

    الكتاب اسم على مسمى يحتوي على ٤ روايات مجنونة أفضلها قصة فكرة وتستحق ٥ نجوم وأسوءها هذا ماكان بسبب المبالغه بالوصف لدرجة أنني أنسى ماذا أقرأ ولايوجد شخصيات محددة في الرواية حتى الملك ظننت الى نهاية الرواية انه ليس الملك، وكرأي شخصي رواية بدون شخصيات وأبطال ليست برواية وكأنها فيلم وثائقي او اعلان تلفزيوني، بس حبيت الهدف الرئيسي من قصة هذا ماكان ان التاريخ يعيد نفسه.

  • فيصل

    -هذه ليست مراجعة-
    قرأت الكتاب في مزاج غير مناسب أبداً. لا أعرف إن كانت المشكلة مني أم من الكتاب أم من الترجمة لكنني لم أستطع أكمال معظم القصص وكنت أجد نفسي تائه غالباً. قد أعود إليه لاحقاً لإعطائه فرصة أخرى

  • آيةالله مختار حمزة

    الكتاب كله عجيب، وبعد أكثر من قرنٍ على كتابة قصصه؛ يبدو واضحًا تمامًا أن هذا عالم يدعو للجنون منذ الأزل.

    "هذا ما كان، هذا ما سيكون!
    -أحقًا أن هذا الشيء السخيف هو الطاغية؟ أحقًا أن التافهين هم الطغاة؟"

  • Ehab Hasan

    الجنون فوق كل شيء

  • Ahmed adly

    حقيقي انا مديها خمسة من خمسة عشان بس القصة التانية "الضحك الأحمر" ب��قى القصص عظيمة برضه بس من غيرها كان تقييمها هيبقي 4/5 يعنى

  • saja Adeeb

    قد باتت نصف افكاري لا تخصني، وهذا اشد خطراً من الطاعون وويلاته، فالطاعون على اية حال، كان يمكن الاحتماء منه في مكان ما، واتخاذ بعض الاجراءات ضده، ولكن كيف يمكن الاحتماء من فكرة لا تكف عن التغلغل؟ ولا تعرف المسافات ولا الحواجز؟

    ___

    من أناْ : أمجنونٌ يسوغُ فعله؟ أم سليمٌ يجننُ نفسه؟
    ___

    كم أنا غريبٌ عن هؤلاء الناس كلهم ووحيدٌ في هذا العالم؟
    أنا محبوسٌ إلى الأبد في هذا الرأس.

    ___

    أنها لوحدةٌ كريهةٌ لا تُطاق عندما لا أكون أناْ نفسي أكثرُ من ذرةٍ تافهة، عندما أكون في داخلي محاصرًا، يشدُّ على خناقي أعداءٌ خفيون، صامتون، متجهمون. أنهم في داخلي أينما سرتُ أحملهم معي في كُلِ مكان. وحيدٌ في فراغ الكون، وليس لي من صديقٌ حتى في داخلي، وحدةٌ جنونية عندنا لا أعرفُ من أنا، وحيدٌ عندما يتكلمون بشفتي، بفكري، بصوتي، أولئك اللامرئيون.