المنقذ من الضلال والمفصح بالأحوال by Abu Hamid al-Ghazali


المنقذ من الضلال والمفصح بالأحوال
Title : المنقذ من الضلال والمفصح بالأحوال
Author :
Rating :
ISBN : -
Language : Arabic
Format Type : Paperback
Number of Pages : 104
Publication : First published January 1, 1107

النيل والفرات:
ألف الغزالي المنقذ من الضلال بعد عودته من عزلته التي قضاها متنقلا بين الشام والقدس ومكة. إذن فهو يقع في المرحلة الثانية من حياة الغزالي، مرحلة النضج وتوضيح الخيارات النهائية. وفي المنقذ من الضلال يذكر أن سنه قد نافت على الخمسين مما يحدد وضعه الكتاب أواخر عام 499هـ وبدايات عام 500هـ في نيسابور،حين عاد إلى التدريس في نظاميتها لتبيان حقيقة النبوة. أما دافع الغزالي إلى تأليف كتابه هذا وهدفه منه، وكما يبدو من مقدمته، أنه رسالة إلى أخ في الدين، يطلب فيها هذا الأخير من الغزالي أن يبث إليه "غاية العلوم وأسرارها, وغائلة المذاهب وأغوارها، وأحكي لك ما قاسيته في استخلاص الحقائق بين اضطراب الفرق". وإذا كان ذلك هو الدافع الحقيقي، أو أن هناك دوافع أخرى، فإن الملاحظ أن الغزالي أراد من خلال منقذه أن يبين لنا مسار حياته الفكرية والروحية، وكيفية خروجه من الشك وصولا إلى خياراته النهائية في الحصول على نور اليقين، والتصديق النهائي. إن دواعي التصديق لم يجدها الغزالي لا في علم الكلام ولا في الفلسفة ولا في مذهب التعليمية. بل عند الصوفية فهل يكون الهدف من كتاب المنقذ تبيان صحة مذهب الصوفية. وما هي الاعتبارات التي حدته إلى اعتماد هذا الخيار؟ هل هي اعتبارات فكرية، روحية، أم سياسية. الإجابة عن هذه التساؤلات توجب قراءة واعية لهذا الكتاب، ومهما يكن من أمر وكيفما جاءت الإجابات فان المرء لا يستطيع أن ينكر بأن غرض الغزالي الأساسي هو إنقاذ الناس من الضلال والإفصاح عن الأحوال، ولا يكون ذلك إلا بنشر حقيقة النبوة، وما بان من خلال هذه الحقيقة. وتجدر الإشارة ‘إلى أن مخطوط هذا الكتاب يعود نسخه إلى عامين فقط بعد وفاة الغزالي أي عام 507 هجرية وهي أقدم نسخ عثر عليها حتى الآن، وبالتالي فإنها ستكون أكثر دقة من غيرها وأقل ابتعاداً عن المصدر الأساسي، وما يمكن أن يكون قد دخل عليها من تحريفات مقصودة أو إسقاطات غير مقصودة. وقد تميزت هذه الطبقة بعمل المحقق الذي شمل تعريفاً بعصر الغزالي وحياته ووصف للمخطوط وتحليل لمضمون كتاب "المنقذ من الضلال" مع شرح له وتعليق عليه.


المنقذ من الضلال والمفصح بالأحوال Reviews


  • Salma

    قرأته منذ أمد بعيد
    و كان واحدا من كتبي المفضلة
    و التي ساعدتني في فترة من الفترات
    صدقه و صراحته و شجاعته في وصف نفسيته من الداخل و كيف ترك مهنته في التدريس حين كان في قمة نجاحه حين بدأ يسائل نفسه عن نيته و الشك الذي اعتراه و الاكتئاب الذي رافقه و المراحل التي انتقل فيها و ما درسه و نظر فيه
    حتى أعاد الله له اليقين

    هناك فيلم جميل جدا بعنوان
    Al Ghazali - The Alchemist of Happiness



    قد تناول هذه الفترة من الشك التي اعترته
    و هو يستحق المشاهدة
    من المشاهد الجميلة هي التي تصور هذه الجملة الشهيرة في كتابه
    "فإني إذا علمت: أن العشرة أكثر من الثلاثة، فلو قال لي قائل: لا بل الثلاثة أكثر، بدليل أني أقلب هذه العصا ثعباناً، وقلبها، وشاهدت ذلك منه، لم أشك بسببه في معرفتي، ولم يحصل لي منه إلا التعجب من كيفية قدرته عليه! فأما الشك بسببه فيما علمته فلا ثم علمت أن كل ما لا أعلمه على هذا الوجه ولا أتيقنه هذا النوع من اليقين، فهو علم لا ثقة به ولا أمان معه، وكل علم لا أمان معه فليس بعلم يقيني."

  • غُفْرَان

    المنقذ من الضلال
    كتيب صغير للإمام الغزالي وقصة بحثه عن الحقيقة وطرقه في إستخلاص الحق من بين اضطراب الفرق واختلاف الطرق
    فأول ما بدأ الكلام عنه كان ما أصابه في مرحلة السفسطة والشك بالمحسوسات
    فمثلا يقول
    من أين الثقة بالمحسوسات وأقواها حاسة البصر وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفاً غير متحرك وتحكم بنفي الحركة ؟
    ثم بالتجربة والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك وأنه لم يتحرك دفعة بغتة بل على التدريج ذرة ذرة !! حتى لم يكن له حالة وقوف
    عافانا الله من مما مر به الإمام
    ومن ثم مرحلة وصوله للحقيقة بطريق الكشف بعد ان دام قرابة شهرين على مذهب السفسطة والشك
    والكشف كما فهمت من السياق نور قذفه الله في قلبه فاطمئن به وذهب عنه الشك

    ثم يقول ولما شفاني الله تعالى من هذا المرض انحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق :

    ١- المتكلمون : وهو يدعون أنهم أهل الرأي والنظر
    ٢- الباطنية : وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم
    ٣ - الفلاسفة : وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان
    ٤ - الصوفية : وهو يدعون أنهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة
    ثم بدأت رحلته في التقصي وراء كل فرقة بذكر مختصر وكان النصيب الأكبر للفلاسفة وتصنيفهم ورأيه في كل صنف ومن ثم أقسام علومهم
    فكان كلامه شديد في أغلب الأوقات مليء بالتكفير أظن أنه يحتاج لقراءة وبحث بعيدا عن رأي الإمام
    ومنه الكلام الصائب والذي لم يخلو من فائدة
    فكان هذا الجزء أفضل أجزاء الكتاب بالنسبة لي
    ومما لا شك فيه بعد هذا العرض لأحوال الفلاسفة وتقسيم علومهم أن الإمام كان حجة ومرجع في العلوم العقلية
    ثم وجد الإمام ضالته وكان الإنتصار للفرقة الرابعة وهى التصوف
    ولكن صوفية أبي حامد الغزالي تختلف كليا عن صوفية اليوم
    فتصوف الإمام كان منهاجه الكتاب والسنة وتتبع أثر النبي صل الله عليه وسلم أو كما ذكره المحقق بالتصوف المحمدي فقال معقباً على كلام الامام
    فهو أسلم مناهج التصوف ولا يصلح لهذا العصر سواه بعد أن كثر الأدعياء والمتمشيخون الذين لم يظهر لمناهجهم إن كان منهاج أثر في الأمة وخلاصة هذا تجديد التوبة والاتجاه بالكلية إلى السنة والتخلق بالأخلاق النبوية وملاحظة النبي في جميع الأحوال ومشاهدة ذاته بالقلب في جميع الأذكار وينبني هذا التصوف على ركن واحد هو أن لا يشغل المريد قلبه بالشيوخ فإنهم أكبر عائق عن السير في هذا النوع من التصوف وأعظم حجاب في التلقي عن النبي صل الله عليه وسلم .. انتهى كلام المحقق

    وبالتأكيد لم يصل الغزالي رحمه الله إلي هذه المرحلة بالسهولة التي كُتبت بها تلك الكلمات ولكنه لاقى من المشقات وتدافع أمور الدنيا وصخب الحياة ما حال بينه وبين مقصده فلجأ إلى إعتزال الحياة والخلوة والعزلة ومجاهدة النفس وتهذيب أخلاقها وتصفية القلب لذكر الله تعالى فكان يعتكف في مسجد دمشق ومنه رحل إلى بيت المقدس ثم إلى الإستمداد من بركات مكة والمدينة وزيارة رسول الله صل الله عليه وسلم
    فإن كان هذا هو التصوف فأهلا به ومرحبا فالغاية منه تستحق أن تحارب من أجلها وتُدمي القدم والبنان
    ولكن أيضاً ورد في الكتاب من العبارات ما لم أستطع تقبلها مثل ..
    ومن أول الطريقة تبتدىء المشاهدات والمكاشفات حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا ويقتبسون منهم فوائد !!
    فحدوث مثل تلك الحوادث معلوم في المنام والرؤى ولكن في اليقظة ؟!!
    في النهاية الكتاب صغير وفائدته عظيمة وإن لم يخلو من شطحات كنت قد وطنت نفسي عليها عند قراءة كل ما يتعلق بالتصوف
    والله تعالى أعلى وأعلم بمدى صحتها وحقيقة نسبها إلى حجة الإسلام أبي حامد الغزالي رحمه الله
    ولتتم الفائدة أحببت أن أذكر رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في الإمام الغزالي ..
    وأما في التصوف وهو أجل علومه وبه نبل، فأكثر مادته، من كلام الشيخ أبي طالب المكي الذي يذكره في المنجيات في الصبر والشكر والرجاء والخوف والمحبة والإخلاص، فإن عامته مأخوذة من كلام أبي طالب. لكن أبا طالب أسد وأعلى، وما يذكره في ربع المهلكات فأخذ غالبه من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية كالذي يذكره في ذم الحسد والعجب والفخر والرياء والكبر ونحو ذلك

    وله موقفه أيضًا عند مناقشته بمضمون الكتب المشكوك في نسبتها للغزالي مثل (مشكاة الأنوار) لأنه على طريقة الفلاسفة، وحرص ابن تيمية على نقدها بسبب مخالفة مضمونها للكتاب والسنة، ويرى أن الغزالي مات على خير أحواله طالبًا الحديث في الصحيحين.

    وعندما سئل عن "إحياء علوم الدين" فأجاب بأنه تبع كتاب "قوت القلوب" فيما يذكره من أعمال القلوب: مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك. ولكن أبا طالب صاحب كتاب "قوت القلوب" أعلم بالحديث والأثر وكلام علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبي حامد الغزالي، وكلامه أسد وأجود تحقيقًا، وأبعد عن البدعة، على أن في "قوت القلوب" أحاديث موضوعة وضعيفة وأشياء كثير ة مردودة..

    رابط الموضوع:
    http://www.alukah.net/sharia/0/80645/...

  • Ahmed Oraby

    بسم الله العزيز القهار، نبدأ
    أما الكتاب، فهو المنقذ من الضلال، أهم وأعظم ما كتب في الرد على الدهريين والفلاسفة والمتكلمين والشيعة والمقلدين وأهل الظاهر والباطن على السواء
    وأما الكاتب فهو شيخ الإسلام، وإمام الأعلام، وحجة الإسلام، مولانا الإمام الغزالي عليه وعلى روحه كل سلام
    كتيبه هذا، على صغره الشديد، جاء شاملا كاملا وافيا ومستوفيا
    هو مسيرة فكر، وعقل، وشخص، تقلب بين الفرق والجماعات، وتشتت ما بين هذا وذاك، إلى أن اهتدى إلى طريق الحق، طريق أهل الله، الصوفية، أصحاب الطريقة والشريعة، الحقيقة والمنهاج، الظاهر والباطن
    في كتابه هذا تشعر أنك تقرأ سيرة النبي الخليل إبراهيم عليه السلام
    الذي توجه للشمس تارة، وللقمر تارة، وللكواكب تارة أخرى، فعبدها، فتركها لما أفلت
    هذا عين ما فعل الغزالي رحمه الله
    فكان من المتكلمين حينا، وكان من المتفلسفة حينا، وكان له من السفسطة نصيب، وكان قد أحاط بمذهب الباطنية، وكان أخيرا صوفيا سنيا ملتزما بكتاب الله وسنة رسوله
    تدرك أنت - من خلال مطالعتك لما كتب هنا - بأن الغزالي لم يكن مجرد فقيه، ولا متكلم، ولا فيلسوف إسلامي تقليدي، ولا متكلم في فروع وأصول كغيره، بل هو علامة فارقة في تاريخ التفكير الفلسفي ككل، إنسانيا قبل أن يكون إسلاميا فقط
    فمثلا، منهجه في الشك واليقين، وعرض حواسه وخبراته للنقد والتنقيد، واختبار عقله وقلبه، يشعرك تماما بأنه ثمة علاقة وطيدة، تنم عن تأثر مباشر أو غير مباشر، بالغزالي من ديكارت خصوصا، وبيكون كذلك. من قرأ تأملات ديكارت يدرك ذلك تماما! وهذا ما تؤكده بعض الدراسات الحديثة القائلة بإفادة ديكارت من منتوج الغزالي الفلسفي، وتأثره الشديد به في قواعد منهجه
    أما عن فصول الكتاب، فقد قسمه الغزالي إلى عدة فصول صغيرة، في العلم والغاية منه، وحقيقته، وباطنه، وطرقه، وافتراقاته بين عدة مذاهب، الفلاسفة، والمتكلمين، والمتعلمين؛ الذي يقصد بهم هنا الشيعة، وأخيرًا والصوفية، وغرض وأسس كل طريق منهم
    أعجبني رده على المقلدة، سواء لفقيه أو لفيلسوف، أعجبني رده على المعتزلة، ولو أنه لم يعرض لهم سوى في سطر وحيد، لم يعجبني تكفيره لابن سينا والفارابي، واتهام الأول بشرب الخمر
    أعجبتني بساطته وردوده القوية والمقنعة في نفس الآن، أعجبني منطقه القوي، واستنباطاته واستدلالاته
    كتيب لطيف، ويستحق القراءة، لا يعيبه سوى شدته على الفلاسفة، وبعض الأحاديث الضعيفة فقط، لكن لا يهم، ما دام الغرض قد تأتّى
    عليك السلام يا غزّاليّ

  • فؤاد

    در ستايش اشعرى گرى

    با گذشت چند قرن از نهضت ترجمه، و پايان دوران طلايى فلسفه اسلامى، فلسفه ورزى كه فصل مقوّمش بايد انديشه آزاد باشد، به تقليد صرف از اين و آن مرجع تبديل شده و در تكرار كلمات ابن سينا و فارابى خلاصه گشته بود. فلسفه اسلامى كه در ابتدا هم زاده يك آميزش نامشروع بين فلسفه ارسطو و فلوطين بود، و به همين جهت مشتمل بر آراء متناقض خنده دار، حال كه از انديشه آزاد عارى شده بود، به چيزى حتى مضحك تر مبدّل شده بود؛ زيرا فرق است بين آن كه مى كوشد درست حرف بزند ولى لكنت دارد، و آن كه با جديت از تته پته كردن يك مرجعْ تقليد مى كند و حاضر نيست بپذيرد سخن گفتن چيزى غير از اين است. بر اولى بايد دل سوزاند - اگر سزاوار ستايش نباشد - اما سهم دومى تنها استهزاست.

    از آن جا كه هر وضعى، وضع مقابلى دارد، در شورش بر اين فضاى تقليد و تكرار گروهى پيدا شدند كه بدون وقع نهادن بر سنّت هاى چند صد ساله فلسفى، مستقل انديشيدن را پيشه خود كردند. و از آن جا كه نخستين قدم براى رهايى، شكست�� زنجيرهاست، پيش از هر چيز آموزه هاى فلاسفه پيشين - از ارسطو تا ابن سينا - را در بوته نقد گذاشتند و اشتباهات آن ها را نشان دادند.

    بسيارى از سخنان و اشكالات دقيق و هوشمندانه اين متفكران را بعدها در آثار متفكران غربى مى يابيم (همچون شك عامدانه به مثابه نقطه عزيمت در سلوك عقلانى، كه امام احمد غزالى پيش از دكارت در "المنقذ من الضلال" مطرح كرده است، يا اين رأى كه عليت چيزى نيست مگر توالى پديده ها، كه بعدها هيوم بر آن تأكيد كرد.)

    هر چند پس از چند نسل همين نهضت نيز به فرقه اى متعصب و حتى خشك تر از فرق ديگر صيرورت يافت، هر چند بزرگان اين نهضت هم خالى از بعضى جمودها نبودند، با تمام اين ها، اين خانه تكانى انديشه، اين فكر-لرزه بزرگ، باعث شد فلسفه اسلامى براى تقابل با اين حملات هم كه شده، باز به حركت بيفتد و در اصول ترديدناپذير خويش ترديد و بازانديشى كند.

    از بارزترين شخصيت هاى اين نهضت، امام محمد غزالى است كه دو كتاب المنقذ من الضلال (رهايى از گمراهى) و تهافت الفلاسفة (سرگردانى فيلسوفان) او از آثار برجسته در اين زمينه است.

  • نورة

    سعيدة جدا بأن هذه أولى قراءاتي لأبي حامد الغزالي، أستطيع القول بأن هذا الكتاب والذي كان من أواخر ما كتبه، يعتبر من أوائل ما يجب أن يقرأ له، إذ هنا تجد منهج الغزالي وطريق سيره إلى مذهبه، وهنا الرأي الأخير والحكم النهائي على أفكاره منه هو لا من غيره، هنا توضيح صريح لمذهب الغزالي وفكره لا من باحث ومحقق ومفكر حاول تفكيك أسرار أحرفه، وإنما من الغزالي نفسه، لذا فأفضل ما يقرأ لفهم الغزالي هو هذا الكتاب، وأول ما يقرأ له هو آخر ما كتبه.
    دعونا من الغزالي ومنهجه وفكره، فهنا أسرني كفاحه مع نفسه، تخبطاته في طريق جهاده، والعواصف التي واجهها بكل ما يملك من نقاء سريرة وصحيح نية، سيلفت نظرك كما لفت نظري محاولته الشديدة لجهاد نيته، فزعه الشديد من الرياء والذي أجبره على العزلة وترك ذلك المجد الحافل خلفه، لقد رأيت خلف كلماته نفسا تقية نقية تحب الله وترجو حقا الوصول إليه، أحسبه كذلك والله حسيبه.
    لامستني مراحل كثيرة من حياته، إذ تلك المراحل تمر بي وبنا كشباب في مراحلنا الأولية، ذلك الاندفاع الشديد لتمييز الحق من الباطل، تلك الحماسة للإحاطة بالعلوم والمعارف، هذه الجرأة على مواجهة المسلمات والتحقيق معها، إذ أتفق معه في ضرورة طلب العلم عن طريق الأوليات العقلية وتجريد النفس من سلطان التقليد فيها، ثم بعد الوصول إليها تقييدها بسلطان الدين، وأجد أن هذه علة كثير من الشباب المتحمس التي لو فطن لها العلماء وأعطوها حقها من الانتباه والعلاج، لعولجت شطحات كثير من الشباب، ولركدت عواصف كثير من شبهاتهم، إذ القواعد المبنية على التقليد غير كافية لمن غلب عقله علمه.
    تعجبني جدا جرأته التي ألجمها بلجام العلم والعقل، إذ ابتنى منها منهجا يخصه لا يقلد فيه أحدا سوى ما ارتضته نفسه، ولولا تلك الثائرة في داخله لما تميز الغزالي وعرف بفكره ونهجه كغزالي.
    هذا الكتيب ليس مجرد توضيح لمسيرته الفكرية، بل قصة حياة فكرية مضطربة، تؤججها الصراعات الفكرية، ويشعل من نارها النزوع للحق وحب المعرفة، ويسيرها إيمان عميق صادق، لقد وصل الغزالي لما وصل إليه بالألم والإلهام والبحث الجاد عن الحق، عن نفسه، وعن ربه، كل هذا كتبه بأسلوبه العفوي دون تكلف أو تصنع.
    والغرض من كتابه كما ذكر حكاية حاله، وتاريخ صراعه مع المرض ووصف علاجه، ولعل محاولته الفردية التي لم يرتض الوصول للحق بغيرها دعته لاحترام كل الطرق الأخرى، فتجده يبين أن هذا ما أوصلته إليه قدماه، وإن كان أصاب الوجهة، فهذا لا يعني خطأ من سار بدرب غير دربه هو قد يفضي إلى نفس وجهته، وهذا كلام لا يقوله إلا من وعت نفسه كثرة الطرق، وسعة الأفق، وتنوع الأدوية، واختلاف العلل، ولا يحصل هذا لمقلد متعصب، فما أوصله لهذه المرحلة من الانفتاح وتقبل الآراء وفحصها قبل الحكم عليها، يعود لما رآه في رحلة كفاحه التي شاهد فيها متنوع الأطياف والمذاهب، وجرأته ابتداء في محاكمة منطلقاته ومن ثم الانطلاق منها، إذ ذلك أورثه تقبلا لكل من كافح ودرس الطريق قبل عبوره، واستخدم في ذلك ما وصل إليه من خرائط وإرشادات.
    إن من أعظم ما قاله ذلكم الرجل تلك المقولة: أن الرجال يعرفون بالحق، لا الحق من يعرف بالرجال.
    وهذه مقولة عظيمة مهمة، إذ ضياع المذاهب على أيدي رجال عرفوا بالعدل وظن الناس فيهم ظنا حسنا، ولكن ليس كل من أحسن النية أحسن القول! ومن هنا تأتي المفاسد في الفتاوى والأحكام والتشريعات، فيرد الحق لأنه جاء من أهل الباطل، ويقبل الباطل لأنه جاء من أهل الحق، والحق أحق أن يتبع لذاته لا لأهله، فيفحص القول ويعرض على قول الحكيم العليم ورسوله الكريم ثم يحكم عليه.
    أخيرا: هذا الكتيب من أقصر وأقوى ما قرأت، وقد تميزت النسخة التي أملكها -وهي من دار الأندلس- بمقدمة هي قد تكون لمن يعرف أبا حامد مكررة معروفة، لكنها لمن كان مثلي مفيدة جيدة، مما أضافت لي معلومات عنه، ورسمت لي تصورا مبدئيا عن سيرته، وإن كان بعضها قد كرر ما كتبه أبو حامد نفسه، لكن بشكل عام كانت جيدة، وقد أخذت من الكتاب ثلثه أو أكثر قليلا.

  • أحمد أبازيد Ahmad Abazed

    من أجمل و أهمّ ما دوّنه أبو حامد الغزالي , عن حياته الفكرية و فترة الشكّ و البحث عن اليقين في عزلته بالشام التي عاشها ما بين 488-499هـ , وثيقة نادرة للتأريخ الفكري الذاتي في التراث , و حكاية جريئة عن بحث الغزالي المضني عن الحقيقة وما قاسته نفسه في سبيل ذلك وما عرفه في نفسه من أمراض الشهرة وطلب الجاه و مقارنة المدارس الفكرية المختلفة في عصره و نقدها بأسلوب موجز مكثّف .
    وأنصح بهذه النسخة لتضمّنها مقدمة و دراسات ملحقة للأستاذ عبدالحليم محمود رحمه الله.

  • Hussam Aql

    منهج الإمام الغزالي في البحث عن الحقيقة من مصدرها وعلى لسان أهلها وعلماءها بشكل مباشر -سواء في الأديان أو المعتقدات أو الطوائف أو المذاهب- يجب أن يُدرس، بغض النظر عن عدم اقتناعي ببعض النتائج التي توصل إليها خلال رحلة بحثه.

  • Tim

    "I knew with certainty that the Sufis were masters of states, not purveyors of words" (52). This quote has a footnote that basically states the reason that Sufis were not known for their words was because they considered many of their experiences beyond words or "ineffable" as the compilers state it here. This is how I feel as I read the account presented by Ghazali of his own spiritual transformation. To those who are not in the same phase of life, these accounts can seem irrelevant or even trivial, boring perhaps. I know that they have for me in the past. Yet I also know that the seemingly mundane to some can be the most profound experiences of a lifetime for others. That's where I'm at with my study of Islam. Ghazali's account has similarities to my own spiritual awakening. I see similarities between his account and those of other religions as well. In fact, that's one of the main reasons I'm so drawn to Islam as rightly understood. Because Islam does claim to be a universal religion which encompasses all previous rightly guided revelations.

    This universality combined with an intellectual knowledge at a time of life when I've experienced a universal (divine) presence alongside the maintenance of sobriety and purpose in direction is coming together in a center that points to "The ONE". That is the best that I can legitimately explain it. There has been a consistent draw towards this way of viewing divinity (Islam) since my own profound "rift in time" near-death moment. I have consistently found myself turning to readings from this tradition for the past four years. I have yet to see where it takes me. Whatever life decisions I make from here on out must be genuine. Yet I too realize the shortness of life, as I've tasted mortality individually in two major ways - through my own brush with death, and through the death of the one I loved. It is perhaps telling that I am able to consistently communicate this in a public way. But I feel there are forces beyond what I can understand that are directing things now. I could guess that what I feel is mystical, but I would have nothing to compare it too. Everything I've encountered though (from William James to Al-Ghazali) seems to tell me that this is exactly what's happening.

  • Eman Abdelhamid Kamal

    اقدر اقول ان ده لونى المفضل فى الكتابات الدينية والروحانية ...
    يمكن لو كنت قريت المنقذ من الضلال من غير تقديم وتيسير القدير عبدالحليم محمود "ابا العارفين ..وغزالى مصر رحمه الله " مكنتش هاخرج بكم التاثير ده
    الكتاب رقته ويسره جعلته يتخطى العقل فيقتحم منازل القلب ..بخفة وبساطة
    استمتعت جدا جدا ...اتعلمت عن موضوع كان من اهتماماتى كتير
    كنت باحس وانا بقرأ انى بارتقى بروحى لحتت بعيدة ...عشان كده الكتاب ده اخد منى وقت اكتر من مثلائه فى الحجم ...عشان كنت بقرأ عشان اعيش "انا " اخر
    كتاب يستحق القراءة ..والاقتناء :)

  • Haifa

    سيرة ذاتية لمن ترك رسالة تحت الوسادة التي توفي عليها، كتب فيها


    قل لإخوان رأوني ميتــــــا فبكوني ورثوا لي حزنا
    أتظنون بأني ميتكــــــــــــم ليس ذاك الميت والله أنا
    أنا بي الصون وهذا جسـدي كان بيتي وقميصي زمنا
    أنا كنت وحجابي طلســــــــم من تراب كان ضيفا وعنا
    أنا درّ قد حواه صـــــــــدف لامتحان فنفيت المحنـــــــا
    أنا عصفور وهذا قفصــــي طرت عنه وبقي مرتهنا
    أحمد الله الذي خلصنـــــــي وبنى لي في المعالي مسكنا
    كنت قبل اليوم ميتا بينكــــم فحييت وخلعت الكفنا

  • سماح عطية

    انتبهت لكتاب الغزالي رحمه الله هذا بعد استماعي لمقطع عمر ذيبان التالي

    الليلة المظلمة للروح، استمرت 11 سنة مع حجة الإسلام أبي حامد الغزالي

    كتاب لا يُقرأ على عَجلٍ أبدًا؛
    رغم قِلّـة عدد صفحاته

  • Marwa Assem Salama

    في الوقت الذي تكون فيه أقصى شهيات العزلة أن نهجر شاشةً الكترونية نقلبها بين الإصبعين كيف نشاء ...ثم لا نجد حتى إلى ذاك الفرار استطاعة ...هجر الغزالي حياة !!..زوجةُ وصغيرات ووطنا تقلد فيه كرسيّ علمٍ تحيطه هالةً من صيتٍ وإكبارٍ وجاه ...فأي قرارٍ يا ترى هو أكثرمن ذلك شجاعة؟؟ ...إن حقيقة ما يؤلمني الآن هو أن عشر سنوات من الاعتزال والكفاف في دروب التيه ومضارب الشتات، بالكاد كانت كافيه لإخماد جوع ضميره إلى خلوة من التأمل والاعتكاف، بينما لم نزل نبخل بأعمارنا على ضمائرنا المنهكة بعظيم السؤال ولو بالفُتات !! ...فقل عجزا إذن ما فينا ولا تقل قناعة!! ...وجرب معي مثلا أن تتخيل رجلا عالما عابدا هكذا دونما حاجة لإبداء أي أسباب، يمشي مرتحلا من أرضه بغزير الحيرة ويسير الزاد ،ليشق عباب الحسرة من فراق الأحبة واللمز بعيون الأعداء ..ثم يرد لسان حاله الجميع واثقا: إني ذاهبُ إلى ربي سيهدينِ!! ...ليعود بعدها مجددا وإماما يُوجب له أكثر من ذي قبل التبعة والإصغاء ..لعلنا ندرك وقتها أننا لو أهدينا الشك فينا مثله عقدا منظوما من سنين العمر، لربما رُزقنا حينها صدق اليقين.. فمن يوقَ شُحّ عمره فأولئك هم المهتدون.

    عصف الشك بالغزالي ابتداء من حقيقة الدين ومرورا بفرق المتدينين ومذاهب الناس وانتهاء بالطعن في صدق العقل وإدراك الحواس ...من أجل ذلك صار قدر هذا الكتاب عند أهل العلم كامنا في إيجازه البليغ للرد بالحجة المستبصرة على أشهرتلك الفرق التي شاعت بذلك الزمان كالباطنية وأهل الفلسفة وعلوم الكلام ..غير أن أهميته عند أمثالي إنما تسكن في غلالة من فضولٍ شغوفٍ حفّت هذا السرد الشخصي الحميم كله من أعلى السطرحتى أخمصه...فمنحته لمسة من الصبا غير المألوف لا لكتّاب ذاك العصر ولا لرجل قد بلغ حين تدوينه الخمسين من العمر ...وعن مثل ذلك سأورد ها هنا وإن أطلت.

    يحكي الإمام أبو حامد الغزالي عن رحلته من بعد تنازع نفسه فيما بين قرار الرحيل وضعف البقاء ..فقال:
    " وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع ( لي ) في سعادة الآخرة إلا بالتقوى ، وكف النفس عن الهوى ، وأن رأس ذلك كله ، قطعُ علاقة القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والإقبال بكُنه الهمة على الله تعالى. وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال ، والهرب من الشواغل والعلائق.ثم لاحظت أحوالي ؛ فإذا أنا منغمس في العلائق ، وقد أحدقت بي من الجوانب ؛ ولاحظت أعمالي – وأحسنها التدريس والتعليم - فإذا أنا فيها مقبل على علوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة. ثم تفكرت في نيتي في التدريس فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى ، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت ؛ فتيقنت أني على شفا جُرُف هار ، وأني قد أشفيت على النار ، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال.

    " فلم أزل أتفكر فيه مدة ، وأنا بعدُ على مقام الاختيار ، أصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً ، وأحل العزم يوماً ، وأقدم فيه رجلاً وأؤخر عنه أخرى. لا تصدق لي رغبة في طلب الآخرة بكرة ، إلا ويحمل عليها جند الشهوة حملة فيفترها عشية. فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام ، ومنادي الإيمان ينادي: الرحيل! الرحيل! فلم يبق من العمر إلا قليل ، وبين يديك السفر الطويل ، وجميع ما أنت فيه من العلم والعمل رياء وتخييل! فإن لم تستعد الآن للآخرة فمتى تستعد؟ وإن لم تقطع الآن [ هذه العلائق ] فمتى تقطع؟ فعند ذلك تنبعث الداعية ، وينجزم العزم على الهرب والفرار. ثم يعود الشيطان ويقول: ( هذه حال عارضة ، إياك أن تطاوعها ، فأنها سريعة الزوال ؛ فإن أذعنت لها وتركت هذا الجاه العريض ، والشأن المنظوم الخالي عن التكدير والتنغيص ، والأمر المسلم الصافي عن منازعة الخصوم ، ربما التفتت إليه نفسك ، ولا يتيسر لك المعاودة). "

    " فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا ، ودواعي الآخرة ، قريباً من ستة أشهر أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مائة. وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار ، إذ أقفل الله على لساني حتى اعُتقل عن التدريس ، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطييباً لقلوب المختلفة [ إلي ] ، فكان لا ينطق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة ، حتى أورثت هذه العقلة في اللسان حزناً في القلب ، بطلت معه قوة الهضم ومراءة الطعام والشراب: فكان لا ينساغ لي ثريد ، ولا تنهضم ( لي ) لقمة ؛ وتعدى إلى ضعف القوى ، حتى قطع الأطباء طمعهم من العلاج، ثم لما أحسست بعجزي ، وسقط بالكلية اختياري ، التجأت إلى الله تعالى التجاء المضطر الذي لا حيلة له ، فأجابني الذي (( يجيب المضطر إذا دعاه )) ، وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال (والأهل والولد والأصحاب) ، وأظهرت عزم الخروج إلى مكة وأنا أدبّر في نفسي سفر الشام حذراً أن يّطلع الخليفة وجملة الأصحاب على عزمي على المقام في الشام ؛ فتلطفت بلطائف الحيل في الخروج من بغداد على عزم أن لا أعاودها أبداً. واستهدفت لأئمة أهل العراق كافة ، إذ لم يكن فيهم من يجوز أن يكون للإعراض عما كنت فيه سبب دينيّ ، إذ ظنوا أن ذلك هو المنصب الأعلى في الدين ، وكان ذلك مبلغهم من العلم."

    " ففارقت بغداد ، وفرّقت ما كان معي من المال ، ولم أدخر إلا قدر الكفاف ، وقوت الأطفال ..ثم دخلت الشام ، وأقمت به قريباً من سنتين لا شغل لي إلا العزلة والخلوة ؛ والرياضة والمجاهدة ، اشتغالاً بتزكية النفس ، وتهذيب الأخلاق ، وتصفية القلب لذكر الله تعالى ، كما كنت حصلته من كتب الصوفية. فكنت أعتكف مدة في مسجد دمشق ، أصعد منارة المسجد طول النهار ، وأغلق بابـها على نفسي.ثم رحلت منها إلى بيت المقدس ، أدخل كل يوم الصخرة ، وأغلق بابـها على نفسي. ثم تحركت فيَّ داعية فريضة الحج ، والاستمداد من بركات مكة والمدينة. وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من زيارة الخليل صلوات الله وسلامه عليه ؛ فسرت إلى الحجاز...ودمت على ذلك مقدار عشر سنين ، وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن احصاؤها أواستقصاؤها"

    كان الغزالي من أول من تحدثوا في الفارق بين (العلوم اليقينية) التي تحتاج إلى الدليل والبرهان كعلوم الطبيعة وما شابهها ...وبين (العلم الظنيّ) كالإلهيات ومحلها القلب ...وقد عبر عن ذلك بطرق كثيرة منها قوله : " وقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري، غريزة وفطرة من الله وضُعتا في جِبِلَّتي ، لا باختياري وحيلتي ، حتى انحلت عني رابطة التقليد وانكسرت علي العقائد الموروثة على قرب عهد سن الصبا ؛ إذ رأيت صبيان النصارى لا يكون لهم نشوءٌ إلا على التنصُر ، وصبيان اليهود لا نشوء لهم إلا على التهود ، وصبيان المسلمين لا نشوء لهم إلا على الإسلام. وسمعت الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :" (( كل مولودٍ يولدُ على الفطرةِ فأبواهُ يُهودأنه وينُصرأنه ويُمجِّسَأنه))، فتحرك باطني إلى ( طلب ) حقيقة الفطرة الأصلية ، وحقيقة العقائد العارضة بتقليد الوالدين والأستاذين ، والتمييز بين هذه التقليدات ، وأوائلها تلقينات ، وفي تمييز الحق منها عن الباطل اختلافات ، فقلت في نفسي:أولاً إنما مطلوبي العلم بحقائق الأمور ، فلا بُد من طلب حقيقة العلم ما هي؟ فظهر لي أن العلم اليقيني هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافاً لا يبقى معه ريب ، ولا يقارنه إمكان الغلط والوهم ، ولا يتسع القلب لتقدير ذلك ؛ بل الأمان من الخطأ ينبغي أنا يكون مقارناً لليقين مقارنة لو تحدى بإظهار بطلأنه مثلاً من يقلب الحجر ذهباً والعصا ثعباناً ، لم يورث ذلك شكاً وإنكاراً ؛ فإني إذا علمت أن العشرة أكثر من الثلاثة ، فلو قال لي قائل: لا ، بل الثلاثة أكثر [ من العشرة ] بدليل أني أقلب هذه العصا ثعباناً ، وقلبها ، وشاهدت ذلك منه ، لم أشك بسببه في معرفتي ، ولم يحصل لي منه إلا التعجب من كيفية قدرته عليه! فأما الشك فيما علمته ، فلا ثم علمت أن كل ما لا أعلمه على هذا الوجه ولا أتيقنه هذا النوع من اليقين ، فهو علم لا ثقة به ولا أمان معه ، وكل علم لا أمان معه ، فليس بعلم يقيني"

    ثم استبدت به ذروة الشك إلى حسّه العقلي وحواسه الجسدية ، فكان له في ذلك تأملات ...مثل قوله : " ثم فتشت عن علومي (أي الدينية) فوجدت نفسي عاطلاً من علم موصوف بـهذه الصفة (أي علم يقيني) إلا في الحسيات والضروريات. فقلت: الآن بعد حصول اليأس ، لا مطمع في اقتباس المشكلات إلا من الجليَّات ، وهي الحسيات والضروريات ، فلا بد من إحكامها أولاً لأتيقن أن ثقتي بالمحسوسات ، وأمني من الغلط في الضروريات ، من جنس أمني الذي كان من قَبلُ في التقليديات ، ومن جنس أمان أكثر الخلق في النظريات ، أم هو أمان محققٌ لا غدر فيه ولا غائلة له؟ فأقبلت بجد بليغ أتأمل المحسوسات والضروريات ، وأنظر هل يمكنني أن أشكك نفسي فيها ، فانتهي بي طول التشكك إلى أن لم تسمح نفسي بتسليم الأمان في المحسوسات أيضاً ، وأخذت تتسع للشك فيها وتقول : من أين الثقة بالمحسوسات ، وأقواها حاسة البصر؟ وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفاً غير متحرك ، وتحكم بنفي الحركة ، ثم ، بالتجربة والمشاهدة ، بعد ساعة ، تعرف أنه متحرك وأنه لم يتحرك دفعة ( واحدة ) بغتة ، بل على التدريج ذرة ذرة ، حتى لم يكن له حالة وقوف. وتنظر إلى الكوكب فتراه صغيراً في مقدار دينار ، ثم الأدلة الهندسية تدل على أنه أكبر من الأرض في المقدار. وهذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه ، ويكذبـه حاكم العقل ويخونـه تكذيباً لا سبيل إلى مدافعته...قلت: قد بطلت الثقة بالمحسوسات أيضاً ، فلعله لا ثقة إلا بالعقليات التي هي من الأوليات ، كقولنا: العشرة أكثر من الثلاثة ، والنفي والإثبات لا يجتمعان في الشيء الواحد ، والشيء الواحد لا يكون حادثاً قديماً ، موجوداً معدوماً ، واجباً محالاً. فقالت الحاسوسات (أي منطقه العقلي) : بم تأمن أن تكون ثقتك بالعقليات كثقتك بالمحسوسات ، وقد كنت واثقاً بي ، فجاء حاكم العقل فكذبني ، ولولا حاكم العقل لكنت تستمر على تصديقي ، فلعل وراء إدراك العقل حاكماً آخر ، إذا تجلى ، كذب العقل في حكمه ، كما تجلى حاكم العقل فكذب الحس في حكمه ، وعدم تجلي ذلك الإدراك ، لا يدل على استحالته "

    من بعد ذلك قد تظن أن شفاءه من ثورة الشك تلك كانت بإعجاز هو من المنطق والعقل بحيث لا يُشق له غبار، غير أن ترياق اليقين عنده كان أبسط من ذلك أو لعله أعقد!! ..ليثبت كما كرر مرارا بأن العقائد والأديان إنما هي (علوم ظنية) ..ومحال إثباتها بعقليات (العلوم اليقينية)...فما كان مرهونا بالقلب لا يعوزه إلا الاطمئنان ....يقول رحمه الله: " فلما خطرت لي هذه الخواطر وانقدحت في النفس ، حاولت لذلك علاجاً فلم يتيسر ، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل ، ولم يمكن نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية ، فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب الدليل. فأعضل هذا الداء ، ودام قريباً من شهرين أنا فيهما على مذهب السفسطة بحكم الحال ، لا بحكم النطق والمقال ، حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض ، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال ، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً بـها على أمن ويقين ؛ ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام ، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف ، فمن ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضيق رحمة الله تعالى الواسعة ؛ ولما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن ( الشرح ) ومعناه في قوله تعالى : ((فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)) ، قال: (( هو نور يقذفه الله تعالى في القلب )) فقيل: (وما علامته ؟) قال: (( التجافي عن دار الغُرُورِ والإنابة إلى دارِ الخُلُود )) . وهو الذي قال صلى الله عليه وسلم فيه: (( إن الله تعالى خلق الخلقَ في ظُلْمةٍ ثم رشَّ عليهمْ من نُورهِ ))"

    كان بودّي لو أفصح قليلا عن بعض ما اعتراه من بعد العودة إلى سابق عهده بالحياة .....وكأني بذلك قد أستطيع القياس!! .. فعشرة أعوام من الصمت المرنّم بالعبادات والصلاة ...هي كفيلة للإلحاح على خاطري : ثم ماذا ؟؟ كيف بدا لك أول وقعٍ لتساقط القتلى ونزاعات الناس؟؟ ...فحيح الخصومات ..وصريح الأطماع ...قنوت الدعاء ...همس الرغبات ...وحتى التعلق بالأبناء؟؟ ..إلى أن فهمت أنه لا شئ مما كُشف له قد يُدرك سواءً في ذلك أوصف أم لم يصف ..وكأنه قد كُتب على باب الارتحال إلى الله منذ أجيال : " فقط من ذاق عرف".

  • Riham

    إن حيـــاة الغزالي العلمية مرّت على مراحل متعددة.
    فقد خـــــــــاض الفلسفـــة، ثم رجع عنها، وردّ عليها.
    وخــــاض بعد ذلك الكلام، وأتقن أصوله ومقدماته، ثم رجع عنه بعد أن ظهر له فســاده.
    وبعد إعراضـــه عن الكلام وذمه إياه سلك مسلك الباطنية، وأخذ بعلومهم، ثم رجع عن ذلك، وأظهر بطلان عقــائد الباطنيـة وتلاعبهم بالنصوص.
    ومثل هذا في التصــوف، ذاك الصنف الرابع والأخير الذي رامه منقذاً من الضلال.

  • داود الجسمي

    الإمام الغزالي أحد الأئمة الفريدين في التاريخ الإسلامي .. أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي الفقيه الشافعي المشهور وصاحب كتاب إحياء علوم الدين .. نار على علم .. وهو أحد العلماء الذين أحبهم وأحب أن أقرأ كتبهم وقد قرأت له سابقا كتاب ( #أيها_الولد ) .. أما هذا الكتاب الرائع والذي لن أوفيه حقه في هذه المراجعة المختصرة .. الكتاب يتحدث عن رحلة الإمام الغزالي العلمية والسلوكية .. وكيف استخلص الحق من بين الفرق المختلفة وقد تحدث هو نفسه فقال بأنه لا يتكلم عن فرقة إلا بعد أن يغوص في أعماقها ويكون لديه العلم الكامل بمنهجها وأقوالها .. وتحدث كيف دخل في علم الفلسفة حتى بلغ ذروتها بل حتى أثرت عليه في بعض الجوانب فبقي شهرين يمشي فيها على مذهب السفسطة- وهو الشك في كل شيء - إلى أن نجاه الله تعالى فقذف في قلبه نور اليقين .. ثم بحث عن أصناف الطالبين كما سماهم - والمقصود الفرق - فوجدهم أربعة أقسام : المتكلمون والباطنية - وهم الرافضة الإسماعيلية - والفلاسفة والصوفية .. وتحدث عن تعلمه علم الكلام وكيف أنها لم تشف غليله ثم قرأ في الفلسفة لمدة سنتين حتى عرف مذهب الفلاسفة وبين أقسامهم وأنهم كفار زنادقة .. وهذا في باب الإلهيات وليس في باب الرياضيات وغيرها من العلوم التي لا تمس العقيدة.. ثم تحدث عن ظهور الباطنية وكيفية مناقشتهم .. وهذا الفصل من الفصول الجميلة في الكتاب .. ثم تحدث عن الصوفية .. صوفية العلم والعمل وليس صوفية الحلول والاتحاد .. وتحدث عن قصته الرائعة في هذا الطريق وكيف هرب من بغداد إلى الشام فقط ليهرب من تعلق الأتباع ومن الشهرة وكيف دخل في العزلة لمدة تزيد على عشر سنوات ثم ذكر السبب الذي جعله يعود لنشر العلم بعد أن تركه في سنوات العزلة .. مع أنه في سنوات العزلة ألّف كتابه المشهور إحياء علوم الدين .. وبين أهمية النبوة وأهمية اتباع النبي ﷺ ثم ختم كتابه بذكر أهم أسباب ضعف الإيمان عند بعض الناس كالفلاسفة وغيرهم وذكر قول البعض أنه تأثر بسوء سيرة بعض من يوصف بالعلم .. وردّ على هذه الشبهة برد جميل وبه خاتمة الكتاب ثم زاد المحقق فصلا في التعريف ببعض الشخصيات الواردة في الكتاب كابن سينا وأرسطوطاليس وأفلاطون وفيثاغورس وغيرهم وبعض المصطلحات كالسفسطة ..

    الكتاب رائع بحق وأنصح بقراءته
    أكملته بحمدالله في يوم واحد ..

    وقد كان الداعي لقراءته سماع محاضرة للشيخ أحمد السيد عن الامام الغزالي نقل فيها من هذا الكتاب نصوصا جميلة .. فيها الاعتراف بالأخطاء الشخصية
    وهذا رابط المحاضرة ..


    https://youtu.be/ECYMclvQY-0


    رابط الكتاب - إن وُجد - :


    https://www.ghazali.org/books/munqidh...

    وهذه طبعة دار المنهاج .. لكنها ليست مكتملة


    https://ia800200.us.archive.org/10/it...


    #المكتبة

    ——————

    https://t.me/Ma3een

  • حياة الياقوت

    أجمل ما في الكتاب آخره، حيث تحدث بشفافية عن تحوله من "نشر العلم الذي به يُكتسب الجاه" إلى العلم "الذي به يُترك الجاه".

    وأعجبني حديثه عن ترقي الإنسان من المحسوسات إلى التمييز (في السابعة من عمره) إلى العقل، ثم إلى طور ما وراء العقل. وهذا الترتيب وجيه، وهناك فعلا عالم وراء العقل (الرؤى أحد تجلياته مثلا) لكن يجب الحذر لأن الخزعبلات كثيرة في هذا المضمار.

    الكتاب فيه إحالات إلى كتب أخرى للغزالي، ومن له يطلع عليها سيجد نفسه تائها قليلا. ما يذكره في الكتاب عن الطب والنجوم وعلاقته بالبنوة لا يبدو لي مستساغا، وكذلك حديثه عن أهل المكاشفات وبأنه يمكنهم رؤية الملائكة وأرواح الأنبياء!

    صدمني أن أعرف من الكتاب أنّ ابن سينا كان يشرب الخمر "تشافيا"! وصدمني أن أجد الغزالي يكفّر الفارابي وابن سينا بكل بساطة.

  • Yassin Omar يس

    بدأت أفهم بعضا من سر تلقيب الإمام أبي حامد الغزالي بحجة الإسلام.
    العبقرية دائما تتجلى في التبسيط بعد التعمق والتعقيد.
    تخيل آينشتين وهو بيدرس معادلات قوانين الطاقة وسرعة الضوء ثم في النهاية صاغ القانون البسيط في المعادلة الصغيرة وتوالت التطبيقات بعد ذلك بناء على معادلاته هذه....الإمام الغزالي شعرت معه بشيء من ذلك أيضا

    وسبحان الله قلب ومحور الأفكار واحد باختلاف كل العصور... الشكل فقط بيتطور ويتغير..لكن جوهر الاشكالات واحد

    وأخيرا مش هقيم التجرية الصوفية.. لأني لم أجرب.. لكني لن أضع أمامها عائق غير شرعي...خصوصا وإن العلم الحديث على الدماغ والأنا والذات الانسانية صار مشجعا.. سأحترز عن الخوض السلبي أو الإيجابي لحين التجربة.

    رحم الله حجة الإسلام، وبداية جميلة معه.

  • Eslam

    قد نقول عليه هو خلاصة خلاصة الخلاصة!

    description

  • Dan

    (I read this book for a medieval philosophy class and the way Al-Ghazali was taught was in juxtaposition (mostly) to Ibn Rushd so that we could see exactly what each of them were attempting to explain and explore. This review is actually a paper I wrote on how I understood what each philosopher was teaching, but since I really like Al-Ghazali I think it's fitting to use it as my review of the book, too.)

    Though they disagree how, Al-Ghazali and Ibn Rushd are both attempting to explain how exactly it is that God operates the universe. Al-Ghazali, an occasionalist (mostly), sees God active in everything at all times, whereas Ibn Rushd, a formalist and scholar of Aristotle, describes God as the agent and connective cause of all things. At first glance these (brief and laughably inadequate) descriptions might seem to be saying the same thing, but in this paper I will explain how, upon closer inspection, their philosophies differ with regard to how they lead to questions (and disagreements) about what it means to be an agent cause, how the constancy of nature can be explained, and how a person could hope to have any knowledge about the universe.

    The Agent Actor

    While the philosophers and Al-Ghazali both agree God is the agent / efficient cause that created the world, Al-Ghazali challenges (what he believes to be) the philosopher’s definition of what it is to be an agent. Al-Ghazali says an agent is something that, via an act of will, chooses an action rather than some other action. This agent is something that knows it has the choice to act in one way or another, that it has free action and also has the freedom and ability to also do otherwise and can choose amongst alternatives. In other words, this agent can bring about deliberate change. More specifically, what Al-Ghazali is reacting to against (how he understands) the philosophers is that God is just some sort of natural principle and that the world came about because there was no other possibility and so God had no choice in the matter.

    Ibn Rushd’s reacts to what he believes is Al-Ghazali’s misunderstanding of what the philosophers are saying is an agent. Ibn Rushd believes Al-Ghazali’s claim of an agent as an actor choosing amongst alternatives is not self-evident and ambiguous and thus what an agent is needs to be more fully explored. Ibn Rushd first explains that there are two types of actors in our everyday world. First there are Natural Actors, such as fire - the things that act with necessity, where necessity means that it is impossible for that thing to act otherwise. The second actor is a Voluntary Actor, such as a human, that, lacking something, acts and choses among actions based on an awareness of possibilities. Yet neither the definition of a Natural Actor or a Voluntary Actor satisfies anyone’s definition of God, even including Al-Ghazali, because God does not lack anything, nor is God’s knowledge anything like a human’s knowledge. And neither is God like a Natural Actor, such as fire which lacks knowledge and can only act by necessity. Yet God does seem more like a Voluntary Actor than a Natural Actor, but Ibn Rushd cautions that this is only by analogy. Thus Al-Ghazali’s definition of an agent as that which has will is problematic because God isn’t choosing one action over another possible action, nor is God transforming stuff into other stuff - harnessing potency into actuality - but more radically, God as the efficient cause is that which can transform non-existence into existence: ex nihilo.

    Natural Causes

    Al-Ghazali’s denial that a natural cause necessarily produces some action stems from a problem, as he sees it, with the word necessity. For something to be necessary it means that it is impossible for it to be otherwise, and for something to be possible then there must be alternatives. Therefore, if a natural cause can only necessarily produce some specific result, then it would be impossible for any other result to occur. This gets at what he believes is the bigger issue in that this logic leads to atheism and the denial of miracles. In other words, there would be no alternative for a fire, for example, to do anything other than burn some thing it comes in contact with and thus the possibility that Abraham, for example, not be burnt by the fire would not actually be a possibility. If fire can only ever burn, then Abraham would have had to have been burned and thus there would have been no miracle, nor would there be the possibility that God could ever perform any miracle since fire can only ever burn. God is constrained via this line of thinking to be subservient to all the natural causes in the world.

    Ibn Rushd’s reacts to Al-Ghazali’s claim that natural causes leads to atheism by pointing out that a natural cause is only a transformative occurrence, that some already existent stuff is just transforming into some other existent stuff. And this transformation in no way leads to a denial of God because what God can do is far beyond basic transformation, God can create some thing out of nothing, ex nihilo. God has thus already created the natural stuff of the world - God as the efficient cause - and thus these natural things, and the essences they posses, can now be manipulated and transformed without incurring a philosophical crisis that leads one into atheism.

    Constancy of Nature

    Al-Ghazali claims that the philosophers actually are saying that miracles are impossible because they say that natural causality is necessary - the fire must necessarily burn the cotton - which leaves no room for God to perform a miracle (and thus not be God). He accuses the philosophers of saying that there is no connection at all between causes and effects, such as when fire and cotton are in separate places, then when the fire and cotton are brought together, and finally when there is the remaining ash. Al-Ghazali is accusing the philosophers of saying there is no causality at all - no God - if all there is in the world is just stuff and then some other stuff and then again even more stuff. Al-Ghazali’s reaction to this is to claim that what it is for a thing to be what it is, such as fire, is all because of God’s will, but that it’s also not necessary the fire burn because God could do otherwise if he chose to, as with Abraham. In other words, God is in all things at all times because since God is the agent cause and so the only cause of anything is God. Yet since God is typically in the habit of allowing the fire to burn cotton (and prophets), we can have knowledge of God’s consistency in nature.

    However, Ibn Rushd describes a natural actor as that which has a potency within it that can be realized in some actual way, such as a fire having the potency to cause the burning of a piece of cotton. In other words, fire has the capacity to burn because fire is a kind of activity, in this case a burning activity, and this cannot change because if some part of the fire changed to prevent it from burning Abraham, for example, then it would no longer be fire, it would be some other thing. The fire’s essence is fire’s proper activity and Ibn Rushd says we define any thing by its essence because there is a necessary connection between a thing and its essence.

    Knowing and Grasping

    Ibn Rushd tells us that this necessary connection is the foundation in how we structure knowledge because if there was no relationship between fire and burning, for example, then there could be no knowledge at all, the structure of knowledge depends on their being a relationship between cause and effect. He is also reacting to Al-Ghazali’s belief that the only cause is the agent cause and that cause is God who is in the habit of willing things together so that usually one thing follows another, but that there is no necessary connection between fire and burning, for example, and that there is a separation between the essence of a thing from the thing itself. While Ibn Rushd says that knowledge is dependent on relationships, Al-Ghazali believes that knowledge is merely our awareness of God’s constancy / habits.

    And it is in the way Al-Ghazali and Ibn Rushd each attempt to deal with knowledge where we can see how both of them are ultimately attempting to explain the structure of reality and how the universe works. For Al-Ghazali, he sees an occasionalist universe in which God has his finger in all things at all times and though he can perform any number of miracles, he typically does things in a regular way. And from a lay person’s point of view they can have knowledge of how things behave in the world because God has given each person the ability to know how God typically does something, but they can also have knowledge of God’s ability to perform miracles when he chooses to do so. In other words, Al-Ghazali explains reality in a way in which a person can know and understand it because it is constantly being revealed to the individual by God, either in the regular way the world seems to normally behave or in a prophetic way in which miracles are revealed.
    Ibn Rushd’s approach, however, is formal in that he sees the universe as structured in a way as that it is something which can be explained because of the necessary connections between the essence of things and their activities. Ibn Rushd sees knowledge as a process of understanding how things truly behave in reality - how the fire’s essence causes the burning of cotton - but this also does not limit or eliminate God because God is still the agent / efficient / formal cause of everything who gave all things their essence and potentiality as well as that which can create something out of nothing.

    Who’s Correct?

    I find it difficult to disagree with Ibn Rushd. Ibn Rushd explains the world we live in as a rational system in which the essences of things behave in a certain and based on our knowledge at the time, usually regular, predictive way. However, the one aspect of Ibn Rushd’s philosophy I find troubling is in regard to non-material things, such as the virtues (good, honor, bravery, etc,). Ibn Rushd can explain the essence of fire and how that essence causes it to burn the cotton, but I don’t see as strong a connection between the essence of goodness and how that essence can, for example, save a drowning victim. True, saving a person from drowning is good and thus the essence of goodness is made manifest in the action of saving the drowning victim, but what if the person drowning is a murderer? Is it good to rescue a murderer? Has the essence of goodness truly been made manifest in the cause of saving the life of someone who has committed a terrible crime? Ibn Rushd would argue that I just didn’t have the knowledge necessary at the time I jumped in the river to save the drowning murderer and thus I still was engaged in the essence of good. However, Ibn Rushd’s philosophy does accept that the world we live in is full of uncertainty.

    Al-Ghazali, on the other hand, does posit a greater degree of certainty. God is continually acting in all things at all times so even if the drowning victim I save turns out to be a murderer, I would be certain that it was God’s will which brought about the final action and I wouldn't have to live in doubt upon the river bank about whether or not what I did was good. The downside is that it becomes very easy to start attributing all one’s actions to God and thus washing one’s hands of any moral responsibility, however this would be more of an issue with someone who is not a (Al-Ghazal approved) Sufi, someone who is not practiced in religion (or philosophy) and thus, according to Al-Ghazali, must remain subservient to a master who can guide one towards proper morality.

    Thus if I had to decide who I thought was correct, I would side with Al-Ghazali because living in a world in which there is so much doubt, so much room open for someone to not have immediate knowledge of what is good is too much like the world we currently live in.

  • Alya'a

    "المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزة والجلال"
    كتيب صغير سجّل فيه الإمام الغزالي تجربته التي استغرقت عشر سنوات(488-499)ھ وكان الإمام الغزالي من أكبر علماء عصره ولديه سعة العلم وقوّة الحجّة، وجدّ نفسه ذات يوم قد انغمس في أمور الدنيا من علم وشهرة ودخل في مرحلة الشك فيقول :
    "وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى وكفّ النفس عن الهوى، وأنّ رأس ذلك كلّه قطع علاقة القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والإقبال بكنه الهمّة على ا��له تعالى، وأنّ ذلك لا يتمّ إلا بالإعراض عن الجاه والمال والهرب من الشواغل والعلائق، ثم لاحظتُ أحوالي فإذا أنا منغمس في العلائق، وصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلالها إلى المقام ومنادي الإيمان ينادي؛ الرحيل..الرحيل "
    فترك كل شئ حوله من بيت وزوجة وأبناء وممتلكات ومعارف ومكانة اجتماعية وعلمية وهام على وجه في الأرض للبحث عن الحقيقة، فبدأ حديثه عن مرحله السفسطه والشك والتي دامت قرابة شهرين، ثم بعد أن عفاه الله من الشك وأنار قلبه وهداه، قام بتصنيف الطلاب في اربعة فرق.."المتكلمون_الباطنية_الفلاسفة_الصوفية"
    ليذكر آفات كل فرقة وآفات من أنكر عليهما بطريقته، ليجد ضالته أخيرًا في الصوفية..

  • Yehia El-khawanky

    لله دره!! ❤
    كان قديما يريدون الوصول للحق وإن خالف أهواءهم ..
    والآن يحرفون الحق ليوافق أهواءهم إلا من رحم الله ..

  • Miroku Nemeth

    In truth, while I love Fons Vitae, it is imperative that they start using Muslim translators for many of these texts. The overall tone of the text lacks the passion of absolute conviction and yaqin (certainty) that Imam Al-Ghazali's words exude, and the footnotes, while scholarly for an orientalist, and terribly deficient and sometimes downright insulting to a believing Muslim with an informed background in Islamic studies.

    I have been wanting to read this text for years, as Al-Ghazali's personal dilemma as to the fate of his own soul when he was at the height of power within the very powerful realm of Islamic scholarship is extremely compelling. I very much loved the documentary film "The Alchemy of Happiness", and I was hoping that more of an autobiographical narrative would comprise much of Al-Munqidh. It did not. Most of the text is very analytical and scholarly. Those autobiographical moments of disclosure are priceless however. This is perhaps one of the most touching:

    I reflected on my intention in my public teaching, and I saw that it was not directed purely to God, but rather was instigated and motivated by the quest for fame and widespread prestige. So I became certain that I was on the brink of a crumbling bank....Mundane desires began tugging me with their chains to remain as I was, while the herald of faith was crying out: "Away! Up and away! Only a little is left of your life, and a long journey lies before you! All the theory and practice in which you are engrossed is eyeservice and fakery! If you do not prepare now for the afterlife, when will you do so? And if you do not sever these attachments now, then when will you sever them?"

    Al-Ghazali gets to the point where he can no longer lecture in front of his many students. He cannot speak at all--his tongue is frozen. He abandons his prestigious post after distributing his wealth to provide for his family, and leaves to live in retreat and prayer and to break his ego before God....

    May God have mercy upon the Proof of Islam, Abu Hamid Al-Ghazali.

  • Mustafa Nuwaidri


    https://www.youtube.com/watch?v=YMTDS...
    مراجعتي في اليوتيوب

    أبكاني هذا الكتاب الصغير
    لم أتخيل كم المشاعر التي يخرج من الكلمات
    كان أبو حامد رجلا باحثا عن الحقيقة ، يريد أن يعرف أي المذاهب هي الصحيحة وأيها باطلة
    ذهب للباطنية ليتعلم منهم وذهب للفلاسفة وذهب للمتكلمين وأخيرا للصوفية
    ..
    ومذهبه السني الشافعي الأشعري ، وثنيت له الوسادة في بغداد وصار أهم عالم فيها
    ساءت أخلاقه ، هو يقول عن نفسه ذلك، يقول أن معيشة الاختيال بالمناصب والسعي نحو اعجاب الناس، كلها أمور تبعده عن الله أكثر مما تقربه إليه
    الانسان على نفسه بصيرة، واولئك المراقبين لأنفسهم هم من يلتقطون هذه الإشارات

    وهكذا قرر أبو حامد أن يهيم في البلدان يعتكف في منائر الشام ومساجدها وفي الحرمين المقدسي والمكي وكذلك الحرم المدني ، لابسا مرقعة الصوفية ، خارجا من زيف الدنيا ، تاركا بناته الصغار وهو ابن اربعين سنة ، تركهم ليكون صوفي جوال في البلدان لا يعرفه أحد


    ينسب لابي حامد الغزالي هذه الابيات الرائعة قالها ليوضح سبب قراره بترك الدنيا :

    تركت هوى ليلى وسعدى بمعزل
    وعــدت إلى محبـــوب أول منــزل
    ونادت بي الأشواق مهـــلاً فهــذه
    منـــازل من تهـــوى رويــدك فانزل
    غزلت لهم غـــزلاً دقيقاً فلم أجـد
    لغــزلي نسَّاجا فكسَّرتُ مغــزلي


    هاهو يترك أهواء الدنيا قاصدا ايجاد خلاصه ، لكي يزيل من قلبه ما تعلق به من أمراض، ويكون قلبا سليما يذهب به إلى ربه سعيدا

    قرر أن يتخذ من العزلة منهجا ، ومن انكار الذات والسير في هذه الأرض كأقل فرد
    يذهب منارة مسجد دمشق فيدخلها ويغلقها على نفسه ، وكذلك منارة قبة الصخرة ،كأن تلك العزلة مستلهمة من اختلاء النبي بنفسه في غار حراء، ثم ذهب للحج ، وبعد ذلك جاءته اخبارأطفاله فعاد إليهم ليصرف أحوالهم ، ولكنه أراد أن يبقى على حالته في العزلة، وعد هذا المكوث مع عياله في بغداد من ضمن سنينه العشر في الانقطاع والعزلة وعدم كتابة العلوم والانشغال بتطهير النفس.


    وأخيرا خرج من تلك الحقبة التي استمرت عشر سنين ، ليعود لمباشرة مناصب م��مة ولكتابة كتب دينية من بينها هذا الكتاب

    وهو مع ذلك شديد كثيرا على الفلاسفة وعلى الباطنية، اسم كتابه المنقذ من الضلال، يخبر فيه من يقرأ كتابه ان طريقتهم هي الصحيحة وأن ما عداها خطأ، بل إنه كفر ابن سينا والفارابي صراحة

    يذكر الغزالي الحديث المشهور تفترق أمتي الى 73 فرقة ، يؤمن الغزالي بهذا الحديث ويستشهد به ، ويا للغرابة لفظ الحديث الذي ذكره خاطئ ، لأنه كما قال الباحثون في كتبه أن معرفته بالاحاديث ضعيفة ، وكثيرا ما يذكر احاديث لم توجد في سند يعتمد عليه.

    لذلك فأهل الحديث من أهل السنة، أعني السلفية، يشنعون على الغزالي كثيرا من الأمور، منها كما ذكرنا انه ليس دقيقا وخبيرا بعلم الحديث.


    أتخيل لو بعث الغزالي من قبره وعرف ان كثرا من احاديثه كانت لا اساس لها من الصحة ، أفلن يضع لنفسه الأعذار أن بضاعته مسجاة وانه جاهل في امور وهذا مبلغ علمه وظروف حياته، هذا ما يدافع به اتباع ابي حامد عن امامهم ، فأليس من الجيد أن يعذر الانسان غيره على ما اوصلتهم اليه ابحاثهم ، وإن كان محقا في التكفير وفي هذا التشدد المطلوب كي يكون الدين خالصا من كل شوب ��تحريف ، فأهل الحديث يستطيعون بذات المنطق أن يشطبوا على الغزالي بأكثر من مسألة فيحكمون عليه بالانحراف والضلال.

    بالمناسبة فالغزالي انتصر لمذهب التصوف ، ولمعناه وروحه وطريقة معيشة المنتمين إليه ، ورأى أولئك الصوفية العابدين من أفضل خلق الله وأن لهم كرامات.

    لاشك أن الغزالي كان له دور هائل في انحسار الباطنية كما يسميهم ، وهو الذي أحدث ضربة نجلاء في جبين الفلاسفة المسلمين لا زال حتى اليوم مؤثرا، ولذلك لم يبق سوى القليلون الذين يناصرون الفلسفة بعد الغزالي ، كما ساهم ابي حامد في تقوية مذهب السنة وانتشاره في عالم كانت تحكمه الكثير من الدول الشيعية، و��قدرة قادر أفلت هذه الدول ونشأت دول السنة وبالغت في محاربة المذاهب الشيعية الذي يسمون بعضها باطنية وبعضها رافضة.

    لقد كان الغزالي قامة علمية وفكرية استثنائية ، وكان لديه حزم في اراءه الدينية ، قد يرى البعض انه تشدد مذموم ، في حين يرى آخرون أنها غيرة على الدين وحفظا لثوابته

  • Bookish Dervish

    بعد ان استعنت بالله و توكلت عليه جعلت السنة الجارية تحوم حول حمى الثرات العربي الإسلامي. و الكتاب الذي بين يديّ, بنعمة الله و فضل منه, غني عن التعريف فقد ألهب صاحبه الفكر العربي الإسلامي و مازلنا نسمع صداه و نحن في القرن الخامس عشر
    جاء الكتاب بعد رحلة فكرية استمرت زهاء 30 سنة قضاها الإمام أبو حامد بين التفلسف و التصوف, فازدرى الأول وارتضى الثاني لعلة في فلاسفة زمانه فقد عاب عليها عشرين مسألة ثلاث منها موجبة للكفر هي القول بخصوص ثواب الله و عقابه للروح دون الجسد و قولهم بعلم الله بالكليات دون الجزئيات و قولهم بأزلية العالم.
    يبدو الكتاب بهذا نقدا للفلسفة من خارجها, لكن عجيب أمر الفلسفة يقتضي ان يعمل منكر الفلسفة بذاتها. فالغزالي-رحمه الله- متمرس بالفلسفة عالم بأقسامها و فروعها محيط بدقائق أمورها.
    من دلائل معرفةأبي حامد بالفلسفة شكه بالمحسوسات التي قلّبها بالمعقولات ثم ردّ المعقولات إلى ان استيقن منها. وهذا كنه الإبستمولوجية كما نعرفها اليوم.
    ولكن تأمل -هداك الله- قول الإمام:"من ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضيق رحمة الله الواسعة"

    أصناف طلاب المعرفة المنكرون للتقليد عند الغزالي أربعة هم: - المتكلمون 2- الباطنية 3- الفلاسفة 4- الصوفية
    و قد أعيى صاحبنا هذه المذاهب تمحيصا و تجريبا إلى أن استقر أمره على التصوف.
    يقول عن علم الكلام:" صادفته علما وافيا بمقصوده, غير واف بمقصودي"
    يقول أيضا عن الفلاسفة: " وهم على كثرة أصنافهم يلزمهم وصمة الكفر و الإلحاد. وإن كان بين القدماء منهم و الأقدمين, وبين الأواخر منهم و الأوائل, تفاوت عظيم في البعد عن الحق و القرب منه"
    أما عن الصوفية فيقول: "أني علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة"

    النُجيْمة الناقصة ليست لشيء سوى لبعض المقارنات التي وردت كأدلة Analogies ومعلوم انها أضعف الأدلة على الإطلاق.

  • يـٰس قرقوم

    وضع الغزالي هذا الكتاب في أواخر أيامه بعد عزلة دامت عشر سنوات سلك فيها طريق الصوفية، فهو إذن من إنتاج سن النضج، و هذا ظاهر في اعتدال أسلوبه، و وضوح إشارته، و ائتلاف معانيه، و تخير ألفاظه.

    و في المنقذ من الضلال الذي حققه د. جميل صليبا و د. كامل عياد يصف الغزالي ما قاساه من الإضطراب النفسي عند مقابلة الفرق بعضها ببعض.

    أمّا أنا فقد اخترته ليكون فاتحة لأعمال الغزالي .. لماذا ؟

    ابتدأ الكتاب بحياته الشخصية و نشأته، مبيّنًا رحلته الفكريّة و الفلسفيّة تحديدًا، ستجد أن له نمط خاص غير مسبوق في الفلسفة الإسلامية..
    ثم أثني الكتاب ��عد ذلك بآثاره المطبوعة و المخطوطة و المنحولة و المفقودة، و التي تحسّرت علي تلك الأخيرة لما فيها من عناوين متيقن أنها درر مفيدة.

    ثم إني كنت بحاجة لمثل هذا الكتاب، أعني اختلاف الطوائف أمر لا شك مريب، فلعلّ هذا الكتاب كان مدخلًا لهذا الموضوع بنقده لهذه الطوائف، و الذي كان واضحًا متحيّزًا إلي الصوفية المعتدلة.

    أشير أيضا إلي الهامش و الذي كان مفيدًا جدًّا هنا، حيث إن ذكر الكتاب صاحب طائفة أو علم من الأعلام، فستجد نبذة صغيرة عنه.

    رحم الله حجة الإسلام أبو حامد الغزالي .

    15 ديسمبر / 2016

  • Ishraq

    كعادته حجة الاسلام أبو حامد الغزالي في حديثه العلمي المنطقي المرفق بالحجة والبرهان والأمثلة الضاحدة يحدثنا عن رحلة الشك التي اعترته في مرحلة ما من حياته والمنهج الذي التجأ اليه بعد توفيق الله اليه لإدراك حقائق الأمور ورد الشبهات. وتطرق أيضاً الى أصناف الناس الذين يطلبون الحق كما كان يطلبه والتي حصرها بعد التمحيص الى أربعة أصناف ورده عليهم:
    - المتكلمون (أهل الكلام): المسمى أيضاً بعلم الأصول.
    - الباطنية: من يقولون أن لكل ظاهر باطن ولكل شرع تأويل.
    - الفلاسفة: أعجبني هذا الفصل كثيراً.
    - الصوفية.

    وغيرها الكثير... كتاب يستحق القراءة وقد أعجبني قوله هذا جداً:
    "مهما نسبت الكلام وأسندته إلى قائل حسن فيه اعتقادهم قبلوه وإن كان باطلا، وإن أسندته إلى قائل ساء فيه اعتقادهم رده وإن كان حقا، فأبدًا يعرفون الحق بالرجال، ولا يعرفون الرجال بالحق، وهو غاية الضلال"... فيا ليت قومي يفقهون!

    اللهم اجعلنا ممن قلت عنهم: "فمن یرد الله أن یهدیه یشرح صدره للإسلام [الانعام 125]"

  • . ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    معلومات الكتاب: المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزَّة والجلا
    تأليف : الإمام أبو حامد محمد الغزّالي
    تقديم وعناية: أ.د. أسعد السحمراني
    دار النفائس – دمشق ( سلّمها الله ) – سوريا ( حرّرها الله )
    الطبعة الأولى – 1430هـ
    عدد الصفحات : 110 – القطع المتوسط


    أسمي الأمر تلخيصاً، وهو أقرب لبناءٍ هيكلي في رأسي لما قرأته وإعادة ترتيبه لاستذكاره من حين إلى حين، ومحاولة لفهم واستخلاص محاور الكتاب، وبعض الفوائد التي لا ترتبط بالهيكل العام – كما تبدو لي – لكنها نفيسة. هذا الأمر يشمل كل الكتب التي لخصتها، والبحوث وغيرها. وقد وجدت التوضيح لازماً مع كتاب الغزالي – رحمه الله – " المنقذ من الضلال " على صغر حجمه إلا أنه نافع ومفيد جداً.

    قبل البدء:
    كنت أقرأ ما قبل حديثه عن " الفلسفة " وأتذكر الاقتباس الذي أورده د. طه عبد الرحمن في كتابه " العمل الديني وتجديد العقل " من اقتباسٍ للغزّالي: " وعلمت يقيناً أنه لا يقف على فساد نوع من العلوم، مَن لا يقف على منتهى ذلك العلم، حتى يساوي أعلمهم في أصل [ ذلك ] العلم، ثم يزيد عليه ويجاوز درجته، فيطّلع على ما لم يطَّلع عليه صاحب العلم من غور وغائلة، وإذ ذاك يمكن أن يكون ما يدَّعيه من فسادٍ حقاً، ولم أرَ أحداً من علماء الإسلام صرف عنايته وهمَّته إلى ذلك " .
    ولما أتيت على حديثه عن الفلسفة فرحت لوجود هذا الاقتباس الجميل في سياق التجربة الحية التطبيقية لا مجرد الكلام التنظيري، فرحم الله الغزّالي.


    مقدمة
    ذكر فيها البروفيسور أسعد ترجمة للمؤلف، ثم تمهيداً للكتاب، ذكر أهم الأفكار الواردة فيه، وبعضاً مما يُحتاج إليه من كتبه الأخرى على سبيل الإجمال، وذِكراً لمؤلف عبد الرحمن بدوي وإحصاءه لكتب الغزّالي المنسوبة إليه، والمدّعاة، والمثبتة، وانتهى بمقارنة بين الغزّالي وديكارت، تثبت تطابقاً وتماثلاً مضمونيّاً بينهما مما يعني أن ديكارت اقتبس ولم يذكر المصدر.

    تلخيص : ( المنقذ من الضلال )

    ( 1 ) التوطئة:
    سبب تأليف الكتاب :
    بسبب سائل طلب منه غاية العلم، وطريقته في استخلاص الحق من الباطل بين كم كبير من الفرق والأديان والمذاهب.
    الجواب تضمّن ( بتشكيل هيكلي ) :
    وصف حال الحق:
    فهو موجود، لكنه بين أديان، وفرق، ومذاهب كثيرة متشعبة، وأفراد كثر لهم أقاويل كثيرة. استخلص الحق عن طريق استفادته من علم الكلام، لكنه لم يرتضي إلى طريق أهل التصوف. وقد خبر أهل التعليم ( التقليد ) فكرهه، وطريق أهل التفلسف فازدراه.
    وقبل خوض هذا البحر العميق من التفرق وادعاء كل أحد أن الحق لديه، استخدم منهجاً علمياً، هو المعروف لدينا باسم " الشك المنهجي " . إلا أن الباعث الذي حمله على ذلك جدير بالذكر، والاهتمام: فقد ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " فظهر له أن التلقين الأول ليس علماً إنما هو تقليد، وأن الشباب حدثاء الأسنان نشوتهم تكون لدين آبائهم، وأن الخروج من هذه الحالة يكون بالبحث عن الحقيقة للتمييز بين الحق والباطل.
    وقد ذكر ضمناً تقليد كل أمر يفد بلا تمحيص، ومن خلال شرحه لطريقة معرفته بمذاهب أهل الفرق المتعددة يتبيّن لنا عمق هذا المنهج لديه ( عدم التسليم بالآراء حتى يميّزها ) فلم يسلم بالأقوال عن الفلاسفة، والفرق، والمبتدعة، والمتصوفة، والزنادقة و كل الفئات التي ذكرها، بل بحث بنفسه، وتعرّف على علومهم وما رواء علومهم من أحوال، أو أسباب دفعتهم لتلك العلوم والمواقف.
    ونستخلص من التوطئة، أن التقليد يكون عن طريق :
    1- الوالدين.
    2- التعليم ( الباطنية المعتقدة بالتلقين من الإمام المعصوم ) .
    3- وصف الجماعات المخالفة ( أي الحكم على المخالف تقليداً ).
    فكان الهدف هو : البحث عن العلم اليقيني، الذي من علامته عدم تطرق الشك إليه، والأخرى تحصيل الأمان.

    ( 2 ) مدخل السفسطة وجحد العلوم

    بعد أن جعل غايته هي " العلم اليقيني "، بحث عن هذا العلم في علومه التي حصّلها، فلم يجد شيئاً. ثم بحث عن " العلم اليقيني " في المحسوسات والعقليات " الضروريات العقلية" ، وهنا ظهرت إشكالية مهمة وهي :
    هل التيقّن من المحسوسات والضروريات العقلية تيقن يقيني أم هو من جنس التيقن التقليدي الذي يرثه الابن من والديه كما تقدم؟ ويرثه المقلّدة من العلوم المحصّلة بالتقليد؟
    ثم اختبر المحسوسات فوجد أن الحواس خادعة، ترينا العظيم البعيد صغيراً، والصغير القريب عظيماً. فبطلت ثقته بها. ثم اختبر المعقولات، فوجد أن العقل يظهر تصاوير موجودات في المنام، فإذا صحونا لا نجدها. فبطلت ثقته بالمعقولات. فبقيَّ لمدة شهرين على هذه الحال ( الشك بدون ثوابت ويقينيات ) . ثم عادت ثقته لليقينات العقلية لا بدليل، بل بنور قذفه الله في قلبه.
    وبذلك وثق بطريق ( الكشف ) الذي يشرح الله صدر العبد لتلقي العلم اليقيني هبة من الله. وسبيله ليس نظماً وبرهنة، بل هو ترصّد له بالزهد والتعبد، ويأتي في مرتبة لاحقة بعد طلب المطلوبات المعلومة حتى يبلغ مرتبة طلب ما لا يُطلب.
    توضيحه ( خطوات طلب العلم اليقيني ) – بحسب فهمي - :
    1- تحصيل المطلوبات المعلومة ( من علم ونحوه ) .
    2- التهيؤ لتحصيل المطلوبات غير المطلوبة ( الفتوحات الربانية ) .
    3- عندئذٍ يحصل العلم اليقيني .

    ( 3 ) أصناف الطالبين
    1- " المتكلمون: وهم يدَّعون أنهم أهل الرأي والنظر.
    2- الباطنية: وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم، والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
    3- الفلاسفة: وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان.
    4- الصوفية: وهم يدَّعون أنهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة" ص : 50 .
    فسلك الغزّالي هذه المسالك بالترتيب في سبيل بحثه عن العلم اليقيني .
    1- المسلك الأول : علم الكلام: مقصوده وحاصله
    "مقصوده: حفظ عقيدة أهل السنة [ على أهل السنة ]، وحراستها عن تشويش أهل البدعة" ص: 51 . وقد أوفى بمقصود العلم لكنه لم يوفي بمقصود الغزّالي.
    أما نقده له :
    - فنقد لوسائله المستخدمة من المقدّمات المقتبسة من خصومهم والتسليم لها.
    - أكثر خوضهم في استخراج مناقضات الخصوم، ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم.
    وهذا قليل النفع لمن لا يسلم سوى الضروريات شيئاً " مثل الغزّالي " في تلك الحالة.
    ومن هنا نفهم حديثه عن مقصودهم في البداية، إذ أن مقصود الدفاع والجدال عن العقائد، ليس كمقصود العلم اليقيني الذي يبحث عنه الغزّالي وهو " العلم اليقيني " ، فكان علم الكلام علماً جدلياً نافعاً للدفاع، لكن ليس نافعاً للغاية الأخرى التي يرومها، ولذلك لم يجد فيه الشفاء.
    2- المسلك الثاني : الفلسفة:
    انتقد موقف أهل الكلام الذين يظهرون بطلان مذاهب الفلاسفة وهم لم يفهموها، وبيّن قاعدته في إظهار بطلان العلم – التي مضى اقتباسها - ، والتي عمل بها خلال عامين لمعرفة مذاهب الفلاسفة، وقام بتصنيفهم إلى ثلاثة أصناف:
    الصنف الأول: الدهريون: الذين زعموا أن العالم موجود بنفسه، مكتف بنفسه، لا خالق ولا صانع له. ( سماهم الزنادقة ) . [ هنا أتذكر قول د. المسيري – رحمه الله – عن الأحادية المادية هي التي ترى أن العالم مكتف بنفسه، موجد لنفسه، لا تجاوز معه أبداً وترد الإنسان لذلك ] .
    الصنف الثاني : الطبيعيون، بحثوا في عالم الطبيعة، والحيوان والنبات، فرأوا عجائب صنعة الخالق، فأقروا بوجوده، وتدبيره، وتنظيمه للكون والكائنات. لكنهم نظروا في الإنسان وجعلوا طبيعة النفس كطبيعة الجسد، تموت بموته، فأنكروا الآخرة. وهؤلاء زنادقة لإنكارهم اليوم الآخر.
    الصنف الثالث: الإلهيون: كسقراط وأفلاطون وأرسطو، وقد ردّوا على الدهرية والطبيعية، ونقضوا مذاهبهم. وهؤلاء لديهم بدع، وكفر.
    ومجموع ما صح من فلسفة أرسطو عن طريق الفارابي وابن سينا:
    1- قسم يجب التكفير به.
    2- قسم يجب التبديع به.
    3- قسم لا يجب إنكاره أصلاً. فلنفصّله.
    وهذا تفصيله : ( أقسام علومهم ) :
    وتقسيمه لها على حسب مقصوده وهو ( العلم اليقيني )، أي أنه قسّمها بحسب درجات يقينيتها:
    1- الرياضية: وهي أمور برهانية لا سبيل إلى مجاحدتها . وبرهانيتها ولّدت آفتان:
    أ‌- تعميم حكم البرهانية بسببها على جميع علوم الفلاسفة! وظن أن دقتهم في البرهنة الرياضية تعني دقتهم في بقيّة المجالات فيزكي بقية نتائجهم في العلوم الأخرى بناءً على العلوم الرياضية!
    ب‌- من ظنّ أن نصرة الإسلام بإنكار كل هذه العلوم، فلما تبيّن له برهانية هذا العلم ظن أن الإسلام مبني على الجهل و��نكار البرهان القاطع، فأحب الفلسفة وأبغض الإسلام. [ أي أن الطريق في كلا الأمرين أحادي حاد جداً فانتقل من إنكار حاد إلى إنكار حاد، ولم تقبل نفسه بالتفصيل ].
    2- المنطقيات: وهي النظر في طرق الأدلة والمقاييس، وشروط مقدمات البرهان وكيفية تركيبها... إلخ. ولا تتعلق بالدين نفياً أو إثباتاً.
    3- الطبيعيات: بحث في الكون، والكائنات. وهي لا تصادم الدين أيضاً، إلا في عدة مسائل ذكرها في كتابه " تهافت الفلاسفة " .
    4- الإلهيات: وفيها أكثر أغاليطهم، التي أرجعها إلى عشرين أصلاً، ثلاثة منها يجب تكفيرهم عليها.
    • مسائل التكفير:
    أ‌- إنكار حشر الأجساد وبعثها.
    ب‌- قولهم بعلم الله بالكليات دون الجزئيات " أي إنكار علم الله بالجزئيات " .
    ت‌- القول بقِدم العالم وأزليته.
    • أما بقية المسائل مندرجة بين التبديع والأغاليط المردودة.
    5- السياسات: جوهرها عندهم ( الحِكم المصلحية المتعلقة بالتدابير الدنيوية ) .
    6- الخُلقية: يرجع كلامهم فيها إلى حصر صفات النفس وأخلاقها وأجناسها وأنواعها وكيفية مجاهدتها ... إلخ. وهذا العلم أخذوه من الصوفية للترويج لباطلهم، وهذا فيه آفتان :
    أ‌- آفة في حق الرّاد : ( أي الذي يرد التصوف لوروده لدى المتفلسفة ) : فيرد الحق لأنه جاء من مبطل، أو اختلط بباطل دون التمييز! أو كان لمبطل له فيه شبه.
    ب‌- آفة القبول : قبول كل ما جاءوا به لأنهم أوردوا آيات وأحاديث وحكم صحيحة .

    3- المسلك الثالث: مذهب التعليم وغائلته:
    أي مذهب المعلّم المعصوم. فوجده غاية البطلان .

    4- المسلك الرابع: طرق الصوفية:
    ولا تتم إلا بعلم وعمل، وكان العلم فيها أيسر عليه من العمل، ذلك أن أخص خواصهم لا يمكن الوصول إليه بالتعلم، بل بالذوق والحال ( أي بالعمل ).
    وهنا وجد العلم اليقيني، فلا هو بالعلم النظري التجريدي، ولا هو بالمحسوس، ولا هو بأي سبيل من السبل السالفة، بل هو مسلك الروح، والمعرفة الروحية عن طريق الذوق . وهنا حصل له اليقين.

    حقيقة النبوة واضطرار كافة الخلق إليها

    الفطرة الإنسانية قاصرة في ذاتها عن بلوغ المعارف الربانية، والقدرات العقلية قوى لمجالات من المدركات، تتجاوز المحسوسات لكنها لا تتخطى مجالها لما هو أعلى منها، وإنكارها لما هو فوق مجالها عين الجهل.
    والشك في النبوة يقع في:
    • إمكانها.
    • أو وجودها ووقوعها.
    • أو في حصولها لشخص معيَّن.
    أما دليل إمكانها فهو : وجودها، ودليل وجودها فهو : وجود معارف في العالم لا يُتصور أن تُنال بالعقل، ولا سبيل إليها بالتجربة. ولما كان التصديق بعد الفهم، لزم من ذلك وجود نماذج لمدركات النبوة لدى كل الناس، كالمنامات التي لولاها لما تم تصديق طريق الذوق، وطريق الذوق هو طريق بدايات الأنبياء – عليهم السلام - .
    وطريق معرفة النبي المعيَّن هو بمعرفة أحواله : بالمشاهدة، أو التواتر، أو التسامع. فكما أن الفقيه والعالم يعرف العالم والفقيه لأنه اشتغل في مجاله، فيميّزه، فكذلك من صفّى قبه لله، وأكثر من التقرب إلى الله، تعرّف على النبي في أحواله فتيقن من ذلك.

    سبب نشر العلم بعد الإعراض عنه
    التساهل في العمل بالمأمورات والوقوع في المحرمات، لربط العمل بالمقاصد لا بالمظاهر، ويذكر الغزّالي أن الأنبياء جاءوا بالشرائع وفق مقدار مركب ومحدد كالدواء، فالإنسان بحاجة للطاعات في عددها وهيائتها كالدواء، فلها أسرارها التي لا تُدرك إلا بالنبوّة، فلزم الامتثال لها، لا تحليل الحرام وتحريم الحلال ربطاً بالمقاصد والمصالح فقط!
    لأجل ذلك انقدح في نفسه أن كشف هذه الشبه متعيّن عليه، ومعالجة هذا الداء.

    انتهى باختصار، والكتاب فيه ما يفيد ولن يكلّف وقتاً ساعتين تكفي وزيادة.

  • Osama Aghbar

    المنقذ من الضلال
    ابو حامد الغزالي

    كتاب جميل وسهل القراءة....
    يقول أبو حامد عن نفسه...

    ولم أزل في عنفوان شبابي - منذ راهقت البلوغ، قبل بلوغ العشرين إلى الآن، وقد أناف السن على الخمسين - أقتحم لجة هذا البحر العميق، وأخوض غمرته خوض الجسور، لا خوض الجبان الحذور، وأتوغل في كل مظلمة، وأتهجّم على كل مشكلة، وأتقحم كل ورطة، وأتفحص عن عقيدة كل فرقة، وأستكشف أسرار مذهب كل طائفة، لأميز بين محق ومبطل، ومتسنن ومبتدع.

    - لا أغادر باطنياً إلا وأحب أن أطلع على باطنيته،
    - ولا ظاهرياً إلا وأريد أن أعلم حاصل ظاهريته،
    - ولا فلسفياً إلا وأقصد الوقوف على كنه فلسفته”
    - “ولا متكلماً إلا وأجتهد في الإطلاع على غاية كلامه ومجادلته”.
    - “ولا صوفياً إلا وأحرص على العثور على سر صفوته”
    - “ولا متعبداً إلا وأترصد ما يرجع إليه حاصل عبادته”
    - “ولا زنديقاً معطلاً إلا وأتحسس وراءه للتنبه لأسباب جرأته في تعطيله وزندقته”

    “وقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديني، من أول أمري، وريعان عمري، غريزة وفطرة من الله وضعها في جبلتي لا باختياري وحيلتي، وحتى انحلت عني رابطة التقليد”


    - “فظهر لي: أن العلم اليقيني هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافاً لا يبقى معه ريب، ولا يفارقه إمكان الغلط والوهم”
    - “وكل علم لا أمان معه فليس بعلم يقيني.”

    - مدخل اسفسطة وجحد العلوم

    أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:
    1 - المتكلمون: وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر.
    2 - الباطنية: وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم، والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
    3 - الفلاسفة: وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان.
    4 - الصوفية: وهم يدعون أنهم خواص الحضرة، وأهل المشاهدة والمكاشفة”

    “علم الكلام مقصوده وحاصله”
    - الفلسفة

    “أصناف الفلاسفة وشمول وصمة الكفر كافتهم”
    “اعلم أنهم - على كثرة فرقهم، واختلاف مذاهبهم - ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: الدهريون، والطبيعيون، والإلهيون.”

    وهذه عادة ضعفاء العقول، يعرفون الحق بالرجال، لا الرجال بالحق. والعاقل يقتدي بقول أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " رضي الله عنه، حيث قال: لا تعرف الحق بالرجال بل اعرف الحق تعرف أهله.

    ولعمري! لما غلب على أكثر الخلق ظنهم بأنفسهم الحذاقة والبراعة وكمال العقل، وتمام الآلة في تمييز الحق عن الباطل والهدى عن الضلال وجب حسم الباب في زجر الكافة عن مطالعة كتب أهل الضلال ما أمكن، إذ لا يسلمون عن الآفة.


    فقد أنكر أحمد بن حنبل على الحارث المحاسبي رحمهما الله تصنيفه في الرد على المعتزلة، فقال الحارث: الرد على البدعة فرض فقال أحمد: نعم، ولكن حكيت شبهتهم أولاً ثم أجبت عنها، فيم تأمن أن يطالع الشبهة من يعلق ذلك بفهمه، ولا يلتفت إلى الجواب أو ينظر في الجواب ولا يفهم كنه؟

    طرق الصوفية
    “ثم إني لما فرغت من هذه العلوم أقبلت بهمتي على طريق الصوفية، وعلمت أن طريقتهم إنا تتم بعلم وعمل، وكان حاصل علومهم قطع عقبات النفس، والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بها إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله.”


    “الطبيب في حالة المرض يعرف حد الصحة وأسبابها وأدويتها، وهو فاقد الصحة. فكذلك فرق بين أن تعرف حقيقة الزهد وشروطه وأسبابه، وبين أن تكون حالك الزهد، وعزوف النفس عن الدنيا!.”

    “وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى، وكف النفس عن الهوى، وأن رأس ذلك كله، قطع علاقة القلب عن الدنيا، بالتجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى. وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال، والهرب من الشواغل والعلائق.”

    “ثم تفكرت في نيتي في التدريس، فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت، فتيقنت أني على شفا جرف هار، وأني قد أشفيت على النار، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال.”

    “فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام، ومنادي الإيمان ينادي: الرحيل الرحيل! فلم يبق من العمر إلا قليل، وبين يديك السفر الطويل، وجميع ما أنت فيه من العلم والعمل رياء وتخييل! فإن لم تستعد الآن للآخرة، فمتى تستعد؟ وإن لم تقطع الآن هذه العلائق فمتى تقطع؟ فعند ذلك تنبعث الداعية، وينجزم العزم على الهرب والفرار! ثم يعود الشيطان ويقول: هذه حال عارضة، إياك أن تطاوعها، فإنها سريعة الزوال، فإن أذعنت لها وتركت هذا الجاه العريض، والشأن المنظوم الخالي عن التكدير والتنغيص، والأمر المسلم الصافي عن منازعة الخصوم، ربما التفتت إليه نفسك، ولا يتيسر لك المعاودة.”

    وكانت حوادث الزمان، ومهمات العيال، وضرورات المعيشة، تغير في وجه المراد، وتشوش صفوة الخلوة، وكان لا يصفو لي الحال إلا في أقوات متفرقة.

    وعلى الجملة، ينتهي الأمر إلى قرب، يكاد يتخيل منه طائفة الحلول، وطائفة الاتحاد، وطائفة الوصول، وكل ذلك خطأ. وقد بينا وجه الخطأ فيه في كتاب المقصد الأسنى.

    ��حقيقة النبوة واضطرار كافة الخلق إليها”

    “فكما أن العقل طور من أطوار الآدمي، يحصل فيه عين يبصر بها أنواعاً من المعقولات، والحواس معزولة عنها، فالنبوة أيضاً عبارة عن طور يحصل فيه عين لها نور يظهر في نورها الغيب، وأمور لا يدركها العقل”

    “سبب نشر العلم بعد الإعراض عنه”

    “وقلت له: مالك تقصر فيها فإن كنت تؤمن بالآخرة ولست تستعد لها وتبيعها بالدنيا، فهذه حماقة، فإنك لا تبيع الاثنين بواحد، فكيف تبيع ما لا نهاية له بأيام معدودة؟”

  • Mohammad Ali Shamekhi

    کتاب کتابی است خواندنی. نخست به این دلیل که کنکاشی است عام در راه های زندگی. بدین معنا که غزالی کوشیده است از میان تصوف و کلام و فلسفه و اتکای به تعلیم امام ( نظرگاه اسماعیلی ) یکی را برگزیند و این انتخاب خود را توجیه کند. او در راستای این راه گزینی رویکردی انسان محور اتخاذ می کند - یعنی اتکا به آنچه وضع ما آدمیان اقتضا می کند و آنچه پیشاپیش در دسترس ما است. آنچه وضع ما اقتضا می کند "در پی یقین رفتن" است. در اینجا غزالی بر عنصر "احتراز از تقلید" نیز تأکید دارد؛ به قول خود او آنگاه که فردی از تقلید برگذرد دیگر نمی توان آن را به ساحت تقلید بازگرداند - رخدادی که محرک این کتاب است گذری است که غزالی در تجربه ی زیسته ی خود یافته است: "گذر از تقلید". پس اتکای به خود نقطه ی اتکای غزالی است. بدین ترتیب عجیب نیست که آغاز کتاب نمودهای دکارتی داشته باشد: 1) اصل -> در همه چیز باید شک کرد مگر آنچه به استحکامی ریاضی گون متکی است، 2) داشته های ما حسی و عقلی است، 3) حس قابل اتکا نیست. تا اینجا شبیه شک دکارتی است. اما غزالی یک مرتبه بالاتر می رود: 4) همانطور که عقل گاهی حکم به ابطال حس می دهد، چه بسا امری حاکم بر عقل حکم به ابطال عقل دهد ( حضور همان شیطان خبیث دکارتی اما به مثابه نفسِ امکانِ ذاتِ خطاکارِ عقل ). با وجود شباهت با دکارت نباید فراموش کرد که آن یقین ریاضی برای غزالی، بسی اعم از آن یقین ریاضی مدرن است: از جای جای نوشته ی او چنین بر می آید که این یقین نوعی "دل استواری" و چه بسا اگر پیشتر رویم نوعی سکینه و آرامش درونی است. این گفتار فلسفی ناگهان در همین جا رها می شود و غزالی وارد بررسی چهار نحله ی مذکور می گردد.
    بعد از قسمت میانی کتاب که به ضعف ها و فریب ها و تقلیدهای موجود در سه طریق نخست و مزایای طریق تصوف می پردازد، غزالی دوباره به بحث باز می گردد. او معتقد است که آدمی ساحتی والاتر از عقل در خود دارد. مهم این است که این ساحت پیشاپیش در ما حاضر است؛ وگرنه هرگز به آن باور پیدا نمی کردیم و نباید هم می کردیم. او به این مرتبه مرتبه ی نبوت می گوید. در این مرتبه مقام نبی برای ما آشکار می شود. دلایل او برای تأیید حرف خود دانش ها و حرفه های نبوی - مثل طب و نجوم - از یک طرف و حضور رؤیاهای صادقه از طرف دیگر است. او معتقد است دانستن گستره ی عمیق تاثیرات دارویی حاصل آزمایش نیست؛ اصولا بسیاری امور علمی - مثلا نجومی - تنها یک بار یا به تعداد اندک رخ داده اند و به قول ما امکان تجربه کردنشان مهیا نبوده است. سرآغاز این دانشها برآمده از مقام نبی اند. خلاصه آنکه ما پیشاپیش در فضای نبوی نفس می کشیم. مسأله تنها یافتن نبی است. آنکه می داند مقام نبوت چیست، مصداق را هم با تحلیل و بررسی خواهد یاقت. اما چگونه از از امری پیروی کنیم که خود نمی فهمیم؟ در اینجا عنصر "دوستی و عشق" اهمیت می یابد. همانطور که فرزندِ بیمار ناآشنا به داروها اندرز پدر مهربان خود را می پذیرد که او را به خوردن این یا آن دارو فرا می خواند، آدمی نیز از سر محبتی که نسبت به خود در فرد نبی می بیند، اندرزهای او را که درمان بیماری روحند می پذیرد. پس وظیفه ی آدمی بررسی اقوال و احوال نبی و جستن این محبت در اوست. این محبت به برهان یافت نمی شود بلکه به دل دریافته می شود. پس محبت لازمه ی روی آورندگی به نبی است - محبتی که از جانب نبی به فرد سر بر می آورد. پس محبت و دانش دو شرط نبی اند - دانش را به این دلیل می گویم که غزالی به "آزمودن" گفتارهای نبی در زندگی روحانی خود و بررسی نتایج آن تصریح دارد. پس می توان آشکارا اذعان کرد که برای غزالی یافتن نبی یک کنکاش عقلی و روحی است - و نه یک تقلید آبائی و اجدادی.
    اما از همه ی این ها که بگذریم بهره ی اولیه ی آدمی از مقام نبوی اندک است - همان علوم و رؤیاهای مذکور. چگونه می توان در این فضا بیشتر پیش رفت و نبوت را بیشتر در یافت؟ به نظر غزالی تصوف راهی است که مقام نبوت را بر ما آشکارتر می کند.
    پس آیا سرانجام ما با تصوف به جایی می رسیم که در مقام نبوت منحل شویم و بدان مقام نائل گردیم؟ نه! از نظر غزالی ظاهرا همواره مرز نبی و صوفی باقی است. صوفی تنها به چشیدن روزافزون این مقام نائل می آید اما هرگز از چنبره ی اطلاق نبی بیرون نمی رود. از همین رو غزالی در کل به سه مرتبه قائل است: 1) برهان، 2) عرفان، 3) ایقان. ایقان مقام تسلیم امر حق شدن - از پنجره ی نبی - است. برهان و عرفان هر دو مقدمه ای هستند برای مقام "طاعت" و "تسلیم" - طاعت و تسلیم به نبی "آگاه" به دردهای روحی و درمان هایش و نبی "دوستدار" پیروانش.

  • Kareman Mohammad

    الكتاب شبه سيرة ذاتية للغزالي وسبب دخوله في مرحلة الشك , ورده علي المتكلمين والفلاسفة والصوفية ووجد ان افضلهم هم الصوفية ,,, واثبات خلافه معاهم بالعقل والمنطق .... الكتاب ك عادة الغزالي رائع
    مما أعجبني ...

    • أن المتحیر لو قال: أنا متحیر ، ولم یعین المسألة التي هو متحیر فیها ، یقال له: أنت كمریض یقول: أنا مریض ولا یعین مرضه ، ویطلب علاجه. فیقال له: لیس في الوجود علاج للمرض المطلق ، بل لمرض معین: من صداع أو إسهال أو غیرهما. فكذلك المتحیر ینبغي أن یعین ما هو متحیر فیه
    • عادة ضعفاء العقول ، یعرفون الحق بالرجال لا الرجال بالحق. والعاقل یقتدي بسید العقلاء علي رضي الله عنه حيث قال (( لا تعرف الحق بالرجال ) بل ) اعرف الحق تعرف أهله (( و) العارف ) العاقل یعرف الحق ، ثم ینظر في نفس القول: فإن كان حقاً ، قبله سواء كان قائله أهل الضلال ، عالماً ] مبطلاً أو محقاً ؛ بل ربما یحرص على انتزاع الحق من أقاویل أهل الضلال
    • رأي الغزالي في الصوفية .... فظهر لي أن أخص خواصهم ، ما لا یمكن الوصول إلیه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات. وكم من الفرق بین أن تعلم حد الصحة وحد الشبع وأسبابهما وشروطهما ، وبین أن تكون صحیحاً وشبعان؟ وبین أن تعرف حد السكر ، وأنه عبارة عن حالة تحصل من استیلاء أبخرة تتصاعد من المعدة على معادن الفكر ، وبین أن تكون سكران! بل السكران لا یعرف حدّ السكر وعِلمه وهو سكران وما معه من علمه شيء! والصَّاحي یعرف حدّ السُكر واركأنه ومَا معه من السكر شيء. والطبیب في حالة المرض یعرف حدّ الصحة وأسبابها وأدویتها ، وهو فاقد الصحة. فكذلك فرقٌ بین أن تعرف حقیقة الزهد وشروطه وأسبابه ، وبین أن تكون حالك الزهد وعزوف النفس عن الدنیا! فعلمت یقیناً أنهم أرباب الأحوال ، لا أصحاب الأقوال.
    • أنه لا مطمع ) لي ( في سعادة الآخرة إلا بالتقوى ، وكف النفس عن الهوى ، وأن رأس ذلك كله ، قطعُ علاقة القلب عن الدنیا بالتجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والإقبال بكُنه الهمة على الله تعالى. وأن ذلك لا یتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال ، والهرب من الشواغل والعلائق
    • وأن الجهل بالله سم مهلك ؛ كما قال تعالى)) في قلوبهم مرضٌ ((أن معصیة الله ، بمتابعة الهوى ، داؤه الممرض ، وأن معرفة الله تعالى تریاقه المحیي ، وطاعته بمخالفة الهوى ، دواؤه الشافي ؛ وأنه لا سبیل إلى معالجتة بازالة مرضه وكسب صحته ، الا بأدویة ؛ كما لا سبیل إلى معالجة البدن إلا بذلك.
    • ما لك تقصر فیها فإن كنت تؤمن بالآخرة ولست تستعد لها وتبیعها بالدنیا ، فهذه حماقة! فإنك لا تبیع الاثنین بواحد ، فكیف تبیع ما لا نهایة له بأیام معدودة؟ وٕان كنت لا تؤمن ، فأنت كافر! فدبر نفسك في طلب الإیمان ، وانظر ما سبب كفرك الخفي الذي هو مذهبك باطناً ، وهو سبب جرأتك ظاهراً ، وٕان كنت لا تصرح به تجملاً بالإیمان وتشرفاً بذكر الشرع !

  • Khalid Alnaqbi

    هذا أول مؤلَّف أقرأه للإمام الغزالي من الجلدة إلى الجلدة؛ لأنه صغير الحجم؛ لا يتجاوز الخمسين صفحة.

    تيقنت بقراءتي لهذا الكتيب بأن الإمام أبا حامد ذو عقلية جبارة، تشبعت وتضلعت بعلوم زمنه.

    كان جُلُّ حديثه عن الفلسفة، وشيء من علم الكلام وطرق الصوفية، بحيث يبين ضلالاتهم مع ردٍّ موجزٍ لها. وكان يتخلل الحديث بعضٌ مما مرت به حياته العلمية والعملية.

    _______________
    ومن هذه النسخة قرأته

    www.kantakji.com/fiqh/Files/Studies/j...
    بإمكانك تعديلها، كي تتناسب مع طريقتك الأنسب في القراءة: مطبوعة، أو آيفون، آيباد .. إلخ.


    ملاحظة: العقول الجامية محرومة من قراءة هاته الكتب.. وشكرًا
    قراءة ممتعة